الحمد لله، طريقة الحصون الخمسة في حفظ القرآن الكريم هي طريقة مشروعة ومباحة، حيث تعتمد على خطة منظمة للحفظ والمراجعة. هذه الطريقة تشمل القراءة من المصحف، والسماع من قارئ متمكن، والتكرار، ومراجعة المحفوظ دون النظر في المصحف. لا يوجد ما يستنكر فيها، بل هي طريقة طيبة تساعد على ربط المسلم بالقرآن يومياً وتعويده على معاهدة القرآن وعدم نسيانه.
الوسائل التعليمية وطرق المذاكرة والحفظ هي مجرد وسائل لتعلم العلم وحفظ القرآن الكريم ومراجعته. حكم هذه الوسائل أنها مباحة ما دام الشرع لم ينه عنها. كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "إذا كانت وسيلة لم ينه عنها ولها أثر فهذه لا بأس بها، فالوسائل غير المقاصد، وليس من اللازم أن ينص الشرع على كل وسيلة بعينها يقول: هذه جائزة، وهذه غير جائزة، لأن الوسائل لا حصر لها، ولا حد لها، فكل ما كان وسيلة لخير فهو خير".
بالطبع، تفضيل طريقة معينة على غيرها يعود إلى التجربة وما يصلح لكل شخص. ليس ما كان صالحاً نافعاً للشخص يكون كذلك لغيره دائماً. بل قد يصلح لغيره، وقد يكون غيره من الطرق أنفع له. لذلك، ينبغي على المرء أن ينظر فيما يصلح له ويعينه. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز". والله أعلم.
في الختام، يمكن القول إن طريقة الحصون الخمسة هي وسيلة نافعة لحفظ القرآن الكريم، بشرط أن تكون متوافقة مع الشريعة الإسلامية وأن تهدف إلى تحقيق الخير.