خرج عبد الله بن جعفر إلى ضِياعِه [مزارعه] ينظرُ إليها ، فإذا في حائطٍ لنسيبٍ له عبدٌ أسود بيده رغيف ، وهو يأكل لُقمة ويَطرَحُ لكلبٍ لُقمة.. فلمّا رأى ذلك اِستَحسَنهُ..
فقال : يا أسود لِمن أنت ؟
قال : لِمُصعب بن الزُّبير.
قال : وهذه الضّيعةُ لِمن ؟
قال : له .
قال : لقد رأيتُ مِنك https://t.co/KpYlKKkKLd
عَجبًا ؛ تأكلُ لقمةً وتطرَحُ للكلب لُقمة ؟!
قال : إني لأَستحيِي مِن عينٍ تنظرُ إليَّ أنْ أُوثِرَ نفسي عليها !! .
قال : فرجع إلى المدينة فاشترى الضَّيعة والعبد ، ثم رجع ، وإذا بالعبد..
فقال : يا أسود ؛ إني قد اشتريتُكَ مِن مُصعب . فوثبَ قائمًا ، وقال : جعلني اللهُ عليك ميمونَ
الطَّلعة.
قال : وإني اشتريتُ هذه الضيعة .
فقال : أكمَلَ اللهُ لك خيرَها .
قال : وإنّي أُشهِدُ أنّك حُرٌّ لوجه الله .
قال : أحسَنَ اللهُ جزاءَك..
قال : وأُشهِد اللهَ أنّ الضيعةَ مِنّي هديةٌ إليك.. قال : جزاك اللهُ بالحُسنى..
ثم قال العبد :
فأُشهِدُ اللهَ وأُشهِدُك أنّ هذه الضيعةَ وَقْفٌ مِنّي على الفُقراء..
فرَجَعَ وهو يقول: "العبدُ أكرَمُ مِنَّا!!" .
.
.
?: سير أعلام النبلاء - للإمام الذهبي.