إذا كنت تخشى ضرراً ملموساً بسبب استخدام المياه الباردة لتلبية مستلزمات الطهارة أثناء فصل الشتاء, فقد يدفعك ذلك إلى التساؤل حول مدى شرعية التيمم تحت هذه الظروف. في حقيقة الأمر، فإن مجرد الشعور ببرودة الجو ليس دليلاً كافياً للسماح باستخدام التيمم بدلاً من الغسل عند توافر الماء الساخن. وفقاً للعديد من العلماء المسلمين المتخصصين، بما في ذلك الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-.
على المسلم الذي يرغب في معرفة الحقائق الدينية المهمة مثل أحكام الطهارة والصلاة أن يسعى نحو تعلمهما بشكل عميق. وهذا يتيح فهم الأسباب والأحكام الخاصة بكل حالة. إن تعلم كيفية أداء الصلاة بطريقة صحيحة يشكل جانب أساسي للإسلام، حيث يمكن الحصول الآن بسهولة نسبية على المعلومات اللازمة عبر الإنترنت وموارد أخرى متنوعة.
أما بالنسبة لحالك الخاص، حيث قضيت فترة طويلة تستخدم فيها التيمم اعتماداً على فتوى قديمة ربما كانت مبنية على ظروف مختلفة، يجب عليك التأكد دائماً من فهم كافة تفاصيل الفتاوى الجديدة والمحدثة. عندما يكون هناك تغيير مؤثر في الاحكام بناءً على معلومات جديدة، بما في ذلك القدرة على الوصول إلى مصدر مياه ساخنة، ينبغي الأخذ بالحسبان القرار الجديد.
وفي حالتك المحددة، يُطلب منك الاغتسال بعد انتهاء الوقت المعتدل لبرودة الطقس والاستمتاع بمياه دافئة للاستخدام الشخصي. ومع ذلك، وبسبب الفترة الزمنية الطويلة التي مرت منذ ارتكاب الخطأ الأولي -أي الاعتماد السابق على حكم سابق قد أصبح الآن غير صالح- فان أي صلوات تمت أثناء تلك الفترة لا تحتاج الى اعادة ادائها مجدداً.
وقد بين علماء الدين الأفاضل زاوية نظر هامة هنا حيث يقولون انه "كان يصلي صلاة غير صحيحه بسبب نقص المعرفة او سوء تطبيق قاعدة مهى تم التعامل معه" قد لا يلزم امتلاك عبئ فوق کتف هذا الشخص لإعادة تقديم تلك الادوار مرة اخری اذا حدث وان زال السبب الأساسي لهذه المشكلة. فالرسوله محمد صلى الله عليه وسلم قام بتعليمه الأعرابی الذی جعل منه مثالاً لهذا النوع من الأشخاص بتقديم نهجه الأمثل خلال اجراء التقرب الی الله عزوجل. ومن الأمثلة الأخرى المقاييس التي ذكرها رسولنا الكريم والتي تشدد علی ان الكفار والمعاندین لن یتم مطالبتھم بقيام واجباتهم الروحية بصورة retroactive(بعد حدوث الشي)، تماماً كتلك المرحلة العمرية لدينا حين نشغل بانفسنا برسم الرسومات وألعاب الأطفال المختلفة بلا اهتمام واضح برفقة الاستقبال الآتي لنا لاحقا . وفي النهاية دعونا نعید النظر فيما ورد أعلاه بعقل مفتوح وحكمة متبادلة ضمن احترام للحلال والحرام إذ هما أساس الحياة البشرية."