في العديد من البيوت العربية تقليد قائم منذ زمن بعيد يقول إن سقوط شعرة من رأس ربّة المنزل بين عينيها مؤشر لكوكب الضيف المرتقب. ولكن، وفقاً للتعليمات الإسلامية، هذا النوع من الأفكار مرتبط بالتطير وهو أمر محرم وغير صحيح دينياً.
وفقاً للعلماء المسلمين، سواء كانت الشعرة تسقط بالفعل أو يبدو أنها كذلك، فهي ليست لها أي قوة لتغيير الأحداث المستقبلية بما فيها قدوم الزوار. حتى لو حدث أن جاء أحد الزائرين عقب هذا الحدث، فذلك ليس بسبب الشعر الذي رأيته، وإنما نتيجة للأقدار الإلهية التي تحدد متى سيأتي الزوار.
هذا الاعتقاد يمكن وضعه ضمن مجموعة أكبر من التفسيرات الخاطئة والتي تشمل التقليد الغريب "رفעה عين"، بالإضافة إلى الاعتقاد بأن حكة اليد تعني شيئاً. جميع هذه المعتقدات خاطئة ويمكن اعتبار البعض منها جزءاً من الشرك الأصغر، حيث يُنظر إليها وكأن لها القدرة على التأثير على الحوادث اليومية.
التفاؤل ليس مشكلة؛ فهو يعني الاتجاه نحو الجانب الإيجابي والحياة بكلمة طيبة. ومع ذلك، عندما نتوقع الأشياء بناءً على ظواهر عشوائية مثل حركة الطيور، أو موقع رقمي خاص، فنحن نخطو خطوة نحو التطير. الإسلام يشجعنا على مقاومة هذه الأفكار واستبدالها بالأفعال والإيمان والثقة في الله عز وجل.
الأمثلة التاريخية واضحة أيضاً. فقد ذكر لنا أحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عدم وجود علاقة بين الطيش والخير أو الشر. حتى لدى الصحابة رضوان الله عليهم، كان هناك فهم عميق لهذا الأمر. لذا، يجب علينا الاقتداء بهذا الدين الثابت والبعيد عن التعبيرات المشبوهة.
وفي النهاية، إذا شعر الإنسان بشعره يسقط بين عيونه، فإنه لا يحتاج إلى القلق بشأن تأثيرات خارقة محتملة. بدلاً من ذلك، عليه أن يحافظ على إيمانه ويتوجه إلى الله بالاستغفار عند الوقوع في مثل هذه الأفكار المحظورة شرعاً.