• صاحب المنشور: عبد الفتاح القاسمي
  
  ملخص النقاش:
  

  في ظل التغيرات المناخية المستمرة التي يشهدها العالم، تواجه البشرية تحديًا كبيرًا يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة. الأحداث الجوية المتطرفة مثل موجات الحر القياسية، الأعاصير المدمرة، والظواهر الجليدية غير الطبيعية ليست مجرد حالات فردية؛ بل هي مؤشرات واضحة على تغير النظام البيئي العالمي. العديد من الدراسات العلمية تؤكد أن هذه الظواهر ناجمة أساسًا عن زيادة مستويات الغازات الدفيئة الناجمة عن الأنشطة البشرية، خاصة تلك المرتبطة بحرق الوقود الأحفوري والصناعات الكثيفة الاستهلاك للطاقة.

التحديات الرئيسية

• ارتفاع درجات الحرارة العالمية: وفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، ارتفع متوسط درجة حرارة سطح الأرض بمقدار حوالي 1°C منذ بداية العصر الصناعي. وهذا الارتفاع يترجم إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، وهو عامل رئيسي في تزايد حدوث الكوارث المناخية.
• انحسار الثلوج والجليد: يؤدي ارتفاع درجات الحرارة أيضًا إلى ذوبان الثلوج والجليد بسرعة أكبر مما يمكن تعويضه خلال فترات البرد الشديدة. هذا الانخفاض الكبير في مخزون المياه المخزنة قد يؤثر بشدة على الزراعة وإمدادات المياه في المناطق المعتمدة عليها.

التطورات والمبادرات الأخيرة

1. الاتفاقيات الدولية: اتفاق باريس للمناخ الذي تم توقيعه عام 2015 هو خطوة مهمة حيث التزمت أكثر من 190 دولة بخفض انبعاثاتها لتجنب أي زيادة كبيرة فوق 2°C فوق مستويات ما قبل الصناعة. لكن التنفيذ الفعلي لهذه الاتفاقات يبقى تحدياً كبيراً.
2. الاستثمار في الطاقة المتجددة: هناك توجه عالمي نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري واستبداله بالمصادر الخضراء كالرياح والشمس. وقد حققت بعض البلدان تقدما ملحوظا في هذا المجال.
3. الصناعات الأكثر استدامة: العديد من الشركات الكبرى تعمل حاليا على إعادة تصميم عملياتها لتصبح أقل ضررا بيئيا. استخدام المواد البديلة، تحسين كفاءة الطاقة، وتقليل النفايات كلها أمثلة للتغيرات الإيجابية التي تحدث.