- صاحب المنشور: أزهري العماري
ملخص النقاش:
تواجه النساء العاملات اليوم تحديًا كبيرًا يتمثل في تحقيق التوازن بين مسؤولياتهن الأسرية والمهنية. هذا المقال يستكشف تجارب متنوعة لموظفات عربيات يحاولن موازنة هذين الجانبين الحيويين في حياتهن.
**التحديات المتعددة**
تعاني العديد من النساء من ضغط متزايد نتيجة لتوقعات المجتمع والأدوار التقليدية التي عادة ما تحملها المرأة داخل الأسرة وخارجها. هذه الضغوط يمكن أن تؤدي إلى شعور بالعجز والإرهاق الوظيفي. رانيا، أم لثلاثة أطفال تعمل كمحاسبة في إحدى الشركات الكبرى في مصر، تقول إن "الوقت أصبح محدودا للغاية". إنها تحاول جاهدة إدارة جدول أعمالها، لكن الأمر ليس سهلا خاصة عندما تأتي المشاكل غير المتوقعة مثل المرض أو الواجبات المدرسية للأطفال.
**الأفكار الإبداعية لحل التناقضات**
على الرغم من الصعوبات، هناك طرق فعالة تعالج التعارض بين البيت والعمل. فاطمة، مهندسة صناعية مقيمة حاليا بالإمارات العربية المتحدة، وجدت حلّا فعالاً عبر الاستفادة القصوى من وقتها. تقول: "أبدأ عملي مبكرًا وأنهيه قبل موعد الغداء حتى أتمكن من قضاء بعض الوقت مع عائلتي." بالإضافة لذلك، تقوم بتحديد الأولويات والتخطيط الدقيق لرؤية ما هو أكثر أهمية خلال يوم عملها مما يساعد على زيادة الكفاءة.
**الدعم الاجتماعي ودوره المحوري**
دور الزوج والعائلة مهم جدًا أيضًا. أحمد زوج رانيا يدعمها بشدة ويشارك بنشاط في الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال. يشجع بلطف زوجته للاسترخاء وعدم الشعور بالذنب إذا اضطرت لأخذ استراحة قصيرة أثناء ساعات العمل الرسمية. يقول بفخر:"إن وجود نساء يعملن مثله يضيف الكثير لعائلاتهم وللمجتمع بأكمله." وهذا النوع من الدعم يعطي القوة للنساء لتحقيق طموحاتهن دون التأثير السلبي على دورهن الأسري.
**الرعاية الذاتية والحفاظ على الصحة النفسية والجسدية**
من المهم أيضاً تخصيص وقت لنفسك للحصول على الراحة والاسترخاء والصحة العامة الجيدة. شهدت ليلى تغيير جذري بعدما بدأت بممارسة الرياضة وتمارين اليوغا مرتين بالأسبوع تحت اشراف مدرب محترف خصيصه لها الفترات الزمنية المناسبة وسط الجدول المرتبك الخاص بها . تشرح قائلة :" أنه أعطيني الطاقة اللازمة لاستيعاب كل شيء آخر أفضل ".
وفي ختام رحلتنا عبر هذه التجارب المختلفة ، يتضح لنا مدى قوة وإبداع هؤلاء السيدات وكيف أنها قادرات على الوصول للتوازن المنشود رغم الظروف الصعبة المعاكسة وذلك بإشراك أفراد عوائلهم ومحيطتهم بالمودة والدعم المستمر فضلاًعن ضرورة رعايتهم لأنفسهم أولاً و أخيرا لمن هم حولهم ومن ثم الانطلاق نحو آفاق جديدة باتزان وثقة بالنفس وبإنتاجية عالية لكلاهما : الحياة الشخصية والمستقبل المهني الواعد .