اقتُلِعت من جذوري -مجدّداً- ورُميت في منطقة نائية حيث تتسوّل أجهزتنا الخليوية التغطية من أبراج تبعد حوالي ستون كيلومتر وتسعة أمتار تقريباً، وأنا أفعل هذا عن طيب خاطر لأن واجبي المقدّس كمواطن صالح يتضمّن المساهمة في دفع عجلة الاقتصاد والتنمية متنازلاً عن عامل الاستقرار.… https://t.co/ulPWDveEiv https://t.co/MEXiqvOLyX
المهم أنتي التقيت بأحد الموظفين عن طريق الصدفة السيئة، وكعادة أي اثنان يلتقيان لأول مرة في ظروف كهذه، دار الحديث في البداية عن أشياء غبية… "هل هذه تجربتك الأولى مع المناطق النائية؟"، "ما مدى ارتفاع سقف توقعاتك عن الأكل المقدم هنا؟"، "ألا يوجد شبكة موليّاً؟"…الخ.
ثم تطرقنا إلى مسألة المؤونة، للوجبات توقيت خاص، وأحياناً لا يكون الموظف في حالة نفسية تسمح له بالذهاب الى المقصف والاختلاط ببقية الموظفين..
وهذا يدفعني إلى تقديم معروض أطالب فيه بتوفير خدمة تقديم الطعام في الغُرَف، حتى يتسنى للموظف الأكل بمفرده والانفصال عن جو العمل والأحاديث المتعلقة به… ولكن هذا موضوع آخر.
الفائدة الوحيدة من لقائي بهذا الموظف هو أنه ذكرني بضرورة وجود مؤونة، وأخبرته أنها فكرة سديدة لا أدري كيف لم تخطر لي على بال وأنا الضليع بحياة المناطق النائية وكل ما يتخللها من ظروف!!… ثم ألمحت له أنني سأضع ذلك في قائمة أولوياتي، وأنني على الأرجح سأنجز المهمة اليوم.