ما كل حب يدوم إلا حب #الأم..
الصيدلاني و التاجر (×) ما زلت أذكر أول زيارة له أثناء فترة التدريب في أمريكا..
رجل في أواخر الخمسين.. يمتلك أكثر من صيدلية في المدينة ووضعه الاجتماعي و الأسري على وصفه كان أكثر من رائع..
كانت أول زيارة بسبب ضعف بسيط في يده اليمنى..
ما زلت أذكر زيارته تلك فقد كان محاطاً بزوجته و اثنين من أبنائه الأربعة كلٌ يسعى متفانيا في خدمته ..
بعد عمل الفحوصات اللازمة تبين إصابته بمرض ضمور العضلات الجانبي #ALS
لم يرحم المرضُ الصيدلاني فكان ينهش في عضلاته و قدراته على البلع و الكلام بشكل متسارع و مع كل زيارة يضعف أكثر و أكثر..
بعد مرور ٦ أشهر لم يعد يقوى على المشي فكانت زوجته تدفع كرسيه متملمة متثاقلة حتى أنها سألتني على انفراد .. متى سيموت زوجي لنرتاح ؟!؟!؟
و يأتي الموقف الذي لا أنساه في موعده التالي بعد مرور سنة كاملة.. رأيت شخصا آخر، رأيت جسدا متهالكا قد فقد أكثر من نصف وزنه ، لا يقوى على الحركة و لا على الكلام و معه هذه المرة..
امرأة عجوز أظنها جازوت السبعين بقليل.. لما سألتها من أنت قالت:
هذا ابني و أنا أمه.. تركته زوجته و هجره أبناءه فلم أستطع تركه وحيدا فسافرت من مدينتي إليكم لخدمته و أنا معه حتى آخر لحظة..
نظرت إلى المريض لأرى دموعه تملأ عينيه و هو ينظر إلى أمه...
إنه حب الأم الذي لا يعرف زمناً و لا ديناً و لا حد