١
قصة مأساة شعب الشيشان والقصة تتكرر في عالمنا الاسلامي:
عام ١٩٤٣ صدرت الأوامر من القيادة المركزية فيما يعرف بالاتحاد السوفيتي، بإجراء إحصائيات عن شعب الشيشان، لم يتبين للسكان عن السبب لهذا الإحصاء المفاجئ والذي تم تنفيذه على وجه السرعة، من خلال موظفين أرسلوا من موسكو.
٢
كان هناك مخطط مجنون من قبل الرئيس (ستالين) عبارة عن تهجير الشعب الشيشاني بكامله إلى سيبيريا والتي تبعد آلاف الكيلومترات عن وطنهم الأصلي بتهمة كاذبة وهي تعاونهم مع النازيين، وبعد الاحصاء تم وضع خطة والشروع بتنفيذها على الفور بمشاركة كتائب كاملة من الجيش لتهجير شعب الشيشان.
٣
وفي ساعة متاخرة من الليل ودون تمهيد قام الجيش بتطويق لمناطق الشيشان، ثم القيام بمنح السكان مدة ساعتين فقط لإجلائهم عن وطنهم تجاه سيبيريا، لم يسمح لهم باصطحاب أي شيء من متاعهم، حملت الشاحنات بطريقة غير إنسانية مئات الآلاف من الأشخاص إلى محطة القطار لتهجيرهم إلى وجهتهم الجديدة.
٤
واقتحموا المستشفى وقتلوا مئات المرضى، وتمّ دفنهم في مقبرة جماعية حفرت في فناء المستشفى، وتم طمس الهوية الثقافية، وأُتلِفت الكتب والمخطوطات النادرة والأرشيف، وجميع المؤلفات الأدبية والإصدارات الدورية، وتدمير القلاع التاريخية، وإحلال أفراد من طوائف دينية أخرى في مناطق الشيشان.
٥
وفي المحطة كان هناك مئات الآلاف من الأشخاص في حيز مكاني واحد، وسط ذهول الرجال وبكاء الأطفال والنساء، برفقة جنود ليس في قلوبهم رحمة، يطلقون النار ويرمون الناس بطريقة فظة داخل حاويات القطارات والمخصصة للبضائع، يتكدس المهجّرين داخل كل حاوية من دون أي حيز يلتقطون فيه أنفاسهم.