اسم الله "العزيز" يُعتبر واحداً من أجمل وتألق من أسمائه جل وعلا. يدل هذا الاسم على القوة والشدّة والغلبة الإلهية التي لا تُضاهى. في القرآن الكريم، ورد هذا الاسم عدة مرات يؤكد فيها توحيد الضعف أمام قدرة الرب الواحد القهّار.
في الواقع، تحمل كلمة "عزيز" العديد من المعاني الثاقبة. أولاً، تعكس عظمة الامتناع، حيث أنه ليس بإمكان خلقه أن يؤذيوه أو يحاصروه بالسوء. ثانياً، تشير إلى القدرة القاهرة التي يخضع الجميع تحت سلطتها بلا استثناء. أخيراً، تتمثل في القوة والحزم المطلقين اللذين يتمتع بهما رب العالمين.
ومن بين الفقهاء الذين فصلوا معاني هذه الصفة، نذكر الدكتور محمد خليل هراس الذي قسمها إلى ثلاث أقسام رئيسية: العزة بالإمتناع، وهي عدم احتمال إيذاء البشر له سبحانه وتعالى؛ ثم غلبة الآخرين ومقدرتهم عليه بينما يكون قادرا عليهم؛ وأخيراً القوة وصلابته المقارنة للأرض الصلبة جدا.
كما يوضح لنا تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي كيفية توافق جميع أنواع العزة لدى الله وحده فقط; سواء كانت تلك المرتبطة بالقوة الذاتية كالكونيات والمكونات مثل الشمس والقمر والكائنات الأخرى والتي تخضع لرغبته وإرادته وحدوده; بالإضافة لتبرز صفته بأنه صاحب النفوذ والنفوذ الأكبر والذي يتمتع بنفس درجة العزيمة والمعرفة والإختيار بحرية مطلقة بما يتماشى مع حكمته ورؤيته النهائية والأبدية. وبذلك فإن مفهوم 'العزّة' هنا يعني وجود الله نفسه وليس مجرد صفاته وصفاته الطبيعية المحضة! إنه المثال الأكثر تطورا للإنسانية بكل ما تتضمنه من عمل وشخصنة خاطئة تجاه ذات الخالق الأعلى فوق كل شيء ودون حدود حتى داخل دائرة بشرية مختلفة تمام الاختلاف عمّا قبل وبعد ذلك. وفي الأخير، نسأل الله أن يزيد معرفتنا بربوبيته وأن يعظّم مقام نعمة تسميتنا باسمه الأعظم.