- صاحب المنشور: زهير الصديقي
ملخص النقاش:
تدور نقاشات متعمقة حول مقترحات الدكتور زهير الصديقي بشأن مواجهة "أزمة المياه". يرى المؤلف أن الوقت قد حان لإجراء صدمة عقائدية فيما يتعلق بتقديرنا لاستعمال المياه وإدارتها، مؤكدًا أنه غير قادر على التعامل مع المشكلات المتعلقة بالمياه بنظرة تقليدية. ويؤكد أن الأساليب الابتدائية البحتة لم تعد مناسبة، وأن الأمر يتطلب نموذجا جديدا للاعتبارات الزراعية والبناء يتماشى مع بيئة أكثر مراعاة واستخدام ذكي للموارد. بالإضافة إلى هذا، يقترح إدراج تدابير جديدة مثل نماذج زراعية صديقة للبيئة وأنظمة إنقاذ مياه فعالة ضمن التصميمات المستقبلية.
يجابه هذه الرؤية الدكتور/ة أبرار القفصي بإطلاق دعوة جريئة للدفع بعيداً عن التوجهات التقنية وحدها عند البحث عن حلول لمشكلة المياه. ويقدر بأن الطريق الأمثل عبر إعادة تعريف السياسة العامة والاجتماعية لدينا حتى يمكن تعزيز قبول واحترام خصب موارد العالم. وينظر أيضاً إلى العملية التربوية والتثقيف العام كمكونات رئيسية للحصول على تبني عالمي للسلوك المناسب فيما يتصل بالأمر الحيوي وهو المورد المائي.
وتشارك دكتورته/إبتسام المسعودي موقف الدكتور/ة أبرار القفصي بالإشارة لما تعتبره حقائق ثابتة وهي أنه بدون تثقيف وجمع المعلومات العامة الدقيقة حول أهمية كل قطرة مياه وكفاءة حفظ تلك الثروة فإن أي جهود مبتكرة ستكون ذات جدوى محدود للغاية.
وفي حديثهما الأخير، يؤكد الأستاذ / عياش الشهابي وجهة نظرهما السابق ذكرها حيث يشدداً علي كون إجراء التغيرات السياسية والاقتصادية يعد عاملا حاسماً وليس مجرّد مساعدة لتغيير واقع الوضع الحالي حسب قوله .كما يوحي بضرورة مشاركة الجميع سواء كانوا أفراد أو مؤسسات رسمية لحماية حقوق الإنسان في الحصول علي مصدر حيوي كالماء .وفقا لهذا المنطق ، فإنه بدون دعم مجتمعي ومسؤولية اجتماعية مشتركة فلن تحقق الطرق العلمية الحديثة الغاية منها .
إن مفتاح نجاح الحل المقترح هنا يعتمد وفق الآراء أعلاة على الجمع بين رؤيتين : الأولى هي رؤية هندسية فنية ترتكزعلى تطوير تقنيات بناء وزراعة حديثة وعاليةالكفاءة فى مجال الادارة والاستثمار الذكى للموارد المائيه .والرأي الآخر فهو نظرية تركز على الجانب البشرى والحضاري ، ويتعين عليها تهيئة المواطنين لفهم عميق وحميم لقضية المدى الملحوظ لهذه المادة الحيوية ، وتنميط سلوكات يوميه تراعي مدخلاتها وخروجها .وبهذه المثابة ، سوف يستطيع المجتمع الإنساني ان يساير حركة الانسان الحديث ليصبح قادراً أخيرا عل تحقيق انسجام مطلق للإنسانية مع قوانين ومتطلبات الأرض الأم .