- صاحب المنشور: نيروز بن علية

ملخص النقاش:
في ظل الأنظمة الاقتصادية التقليدية الحديثة، يعتبر التضخم أحد الآثار الجانبية الشائعة التي يمكن أن تؤثر سلباً على القدرة الشرائية للمواطنين والاستقرار الاقتصادي. ولكن كيف ينظر إلى هذا الظاهرة في الاقتصاد الإسلامي؟ وما هي الحلول المقترحة للتخفيف من آثاره السلبية؟ ### فهم الضخم في الاقتصاد الإسلامي وفقاً للفقه الإسلامي، يُعتبر الربا محرماً وهو أساس العديد من المشاكل المالية المعاصرة بما فيها التضخم. حيث يؤدي الاستثمار غير المسؤول والممارسات التجارية القائمة على الفائدة إلى اختلال توازن العرض والطلب، مما قد يتسبب في تضخم الأسعار. بالإضافة لذلك، فإن عدم كفاءة استخدام الموارد والإنتاج الزائد الذي لا يقابله استهلاك حقيقي أيضاً عوامل تساهم في زيادة معدل التضخم. ### حلول محتملة لتقليل آثار الضخم في الاقتصاد الإسلامي 1. **الزكاة واستخدام الأموال العامة**: الزكاة كمفهوم إسلامي يضمن إعادة توزيع الثروة داخل المجتمع، وبالتالي تقليل التركيز المركز للثروة بين عدد محدود من الأشخاص. كما أنها تشجع على الادخار والتخطيط للأوقات الصعبة. هذا يساعد في الحد من الطلب المتزايد على بعض السلع ويمنع ارتفاع الأسعار المرتبط بالتضخم. 2. **الإسكان الاجتماعي والشأن العام**: دعم توفير الإسكان بأسعار معقولة وميسورة هو جانب مهم آخر للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي في المجتمعات الإسلامية. عندما يتمكن الناس من الوصول إلى مساكن مناسبة بسعر معقول، فإنه يخفف من ضغط السعي نحو ملكية العقارات باعتبارها شكلًا ثابتًا للاستثمار، وهذا يمكن أن يساهم أيضًا في استقرار أسعار العقارات ويعالج عامل رئيسي للتضخم المحتمل. 3. **تحقيق العدالة الاجتماعية عبر التعليم والقروض الحلال**: تعزيز الفرص التعليمية والوصول إلى رأس المال بأمانة وخالية من الفوائد له دور حيوي في خلق طبقات متوازنة اقتصادياً ضمن المجتمع. وهذا يعكس قيم العدالة والكرم الموجودة ضمن التعاليم الإسلامية. 4. **الدور المركزي للدولة*: الدولة تلعب دوراً مركزيا في إدارة السياسة النقدية وأسواق العملة لتنظيم تدفق الأموال وتجنب الارتفاع المفاجئ وغير المستقر في الأسعار والذي يعرف عادة بالنفخة أو الذعر السوقي - وهي حالة شبيهة بتلك التي تحدث بسبب توقعات التضخم نفسها والتي تعتبر جزءا أساسيا من نظرية "مراجعة القيمة المتوقعة". هذه الحلول ليست مجرد اقتراحات نظريّة؛ بل تُظهر تطبيقها فعاليته العملية خاصة عند مقارنتها بمعدلات التضخم المنخفض نسبياً بالمقارنة مع الدول الغربية خلال فترة وجود هذه السياسات الاقتصادية المختلفة. إن التطبيق الدقيق لهذه الأفكار المقدسة والمعتمدة على القانون الطبيعي للعقل والنظام العالمي سيؤدي بلا شك لاستقرار أكبر ضد تغيرات الأسعار الكبيرة والسريعة وتحسين حياة الإنسان عموما وفق رؤية شاملة ومتكاملة للإنسان والمجتمع والعلاقة بالعالم الخارجي.