لله ثم للتاريخ !
شهادتي أكتبها لكم وأنا أعيش على بعد بضع كيلومترات من قاعدة ( وادي سيدنا ) العسكرية ، وقد عاصرت هذه الحرب منذ بدايتها والى الآن ..
ما الذي يحدث في السودان ؟
ما هي أسباب هذه الحرب ؟
وما هو دور العلمانيين في إشعال فتيل هذه الحرب ؟
تابع هذا الثريد ( المختصر ) لتفهم ما الذي يدور في السودان
منذ انفصال جنوب السودان عن السودان عام ٢٠١١م بدأت أوضاع السودان الاقتصادية في التدهور بسبب غياب صادرات البترول والتي كانت معظم حقوله تقع في جنوب السودان ، إضافة إلى الحصار الأمريكي الأوروبي المفروض على السودان منذ أوائل التسعينيات بلغت الأزمة الاقتصادية أوجها في نهاية عام ٢٠١٨م مما أدى إلى اندلاع ثورة شعبية عارمة ضد نظام البشير سميت بثورة ديسمبر
حاول نظام البشير السابق الاستعانة بالدعم السريع وجهاز الأمن لقمع المظاهرات ، فتم السماح لأول مرة للدعم السريع بدخول العاصمة بعد أن كان عبارة عن قوات لها مهام خاصة في إقليم دارفور ، يتكون الدعم السريع من مجموعة قبائل عربية لها إمتداد في دول غرب افريقيا تنتمي لرجل اسمه ( الجنيد ) وهو جدهم الأكبر ، ولهذا يطلق عليهم اسم ( الجنجويد ) اي : جند الجنيد ..
قام المتظاهرون بالاعتصام أمام مباني القيادة العامة للجيش بأعداد كبيرة ، مما اضطر قادة الجيش والدعم السريع والأجهزة الأمنية بعمل انقلاب سلمي داخلي ، على إثره تم إقصاء البشير واعتقال رموز النظام السابق ليتولى الرئاسة مباشرة الفريق أول / احمد عوض بن عوف ، والذي اعتذر عنها ليتولاها بعده الفريق أول وقائد الجيش حاليا / عبد الفتاح البرهان
حاول العسكر بادئ الأمر الانفراد بالسلطة ووعدوا الجماهير بأنهم سيديرون فترة انتقالية مدتها ٦ أشهر ثم يفتحوا المجال للانتخابات إلا أن الأحزاب السياسية والتي كانت تشعل لهيب المظاهرات وتتحدث إلى الجماهير أمام القيادة العامة للجيش رفضت هذا الأمر تماما
وسبب رفض الأحزاب العلمانية ( تحالف قوى الحرية والتغيير ) لمقترح الجيش هو علمها بأنها لا تمتلك اي أرضية تمكنها من الفوز بالانتخابات ، لذلك لا بد لهم من أن يجدوا مقاعد في الفترة الانتقالية بأي طريقة ، وأن تكون هذه الفترة أطول ما يمكن ، فتارة يقترحون عشر سنوات فترة انتقالية وتارة أربع سنوات وهكذا ..