في الإسلام، تحديد شرعية البيع يعود أساساً إلى طبيعة الملكية والأسباب الدينية المرتبطة بالمعاملة المالية. إذا كنت أنت صاحب حقوق ملكية الأرض الزراعية، وباعتبارك شخصاً يحتاج بشدة إلى الزواج ويتجنب احتمال الوقوع في آثام الذنب بسبب العزوبية الطويلة، يمكن أن يكون بيع هذه الأرض خياراً شرعياً. فالزواج الذي يستطيع تأمينه هذا البيع يأتي كواجب ديني عند وجود الخوف من الفجور، حسب الأحكام الإسلامية.
لكن الأمر ليس بهذه البساطة دائماً. يجب الأخذ بعين الاعتبار أيضاً التزاماتك تجاه والديك. بينما هناك واجب أصيل لدعمهما مالياً خاصةً عند الفقرة والقدرة، قد يتم إعطاء الأولوية للحاجة الملحة للزواج فوق ذلك عندما تكون الظروف الاقتصادية صعبة للغاية.
إذا كانت الأموال المتأتية من هذا البيع ستكون فقط لاستكمال مراسم الزفاف وليس لإقامة بيت مستقر وزوجة محتملة، فقد تحتاج لمزيد من التأمل. ربما التجربة الذاتية الأصعب قد تكون أفضل بكثير من الانحراف المحتمل.
وفي حالتك، حيث تقول بأن الأرض هي المصدر الوحيد للدخل لعائلتك الكبيرة، من الضروري جدا التفكير بدقة قبل اتخاذ القرار النهائي. هنا دور الوصاية القانونية للأبوين مهم جداً إذ يتطلب موافقتهما لأي نقل للملكية الخاصة بهم.
بشكل عام، التعامل بحذر وحكمة أمر ضروري هنا. فالعيش بدون ازدواج غير المرغوب فيه له أثره السلبي الكبير كذلك. البحث عن الحلول الأخرى مثل طلب المساعدة الشخصية أو المجتمعية، أو حتى الاستدانة المؤقتة قد يكون أيضا جديرة بالنظر إليها.
تجدر الإشارة بشكل خاص إلى أهمية اختيار شريكة الحياة المناسبة دينياً وأخلاقيّاً والتي تستطيع تحمل الوضع الحالي والمعيشي الصعب حاليًا والذي قد يؤثرعلى قدرتك المستقبلية على تقديم الرعاية الكافية لها وإشباع احتياجاتها الأساسية.