النهاردة هحكي عن شخص إسمه سليم.. أول مرة قابلته كنت رايح أخلص مصلحة في جهة من الجهات، و أحد أصدقائي قالي هبعتلك فلان عشان يساعدك.. قابلت سليم هناك.. ممكن تديله أربعينات، بشرته قمحية وشعره اسود داكن وناعم، يشبه الهنود شوية.. وزنة تقيل وعنده تقوُس جامد في رجليه..
كان ماشي بالعافية بيترنح يمين وشمال.. جالي واتعرف عليا و أخد مني الورق وراح وقف على الشباك.. كان شخص هادي ومبتسم.. لما تشوفه، أول حاجة تيجي في بالك إنه عايز ياكل عيش.. وقفت جنبه على الشباك ولقيته لبق وذكي في التعاملات مع موظفين الحكومة.. والموظفين كلهم عارفينه وبيعاملوه كويس
خلصنا المصلحة وسألته عن أتعابه، قالي اللي تجيبه.. من هنا ل هنا.. مش عايز يقول.. إديته مبلغ مش وحش انبسط بيه! سألته عن شغله، قالي إنه شغال في مكتب وبياخد ٣ ألاف جنيه، وبيلقط رزقه بالمشاوير القطاعي.. أخدته معايا في العربية ووصلته لأقرب مكان.. بصيت عليه بعد ما نزل و اتمنتله كل خير
المكالمة اللي بعدها كانت بعد سنة.. كلمته وطلبت منه يجي معايا نخلص مشوار مهم.. قالي إنه مشغول، قلتله مش مشكلة، مشواري ممكن يتأجل.. كان ممكن اروح لوحدي، بس كنت عايز أنفعه! مرة في التانية،حسيته بيفسحني..يا سليم، قولي بصراحة، فيه حاجة مضايقاك؟هل المصروف بتاع المرة اللي فاتت كان قليل؟
بعد ما سألته كتير، قالي إنه عنده ظروف شخصية مش مخلياه قادر يشتغل! صممت أقابله.. حكالي إن مراته أخدت أولاده وطفشت.. كان مكفي بيته بالعافية لكنها مكنتش راضية! دخلوا في قضايا ومحاكم.. ومبقاش قادر يشوف عياله غير مرة كل فين وفين في مركز معتمد لأحكام الرؤية..
