أود أن أكتب كثيراً عن يوم عمان المشهود، حيث التفت كل المحافظات على شمال الباطنة واحتضنتها وربتت على كتفها ومسحت على رأسها في يوم الجمعة ٨ أكتوبر ٢٠٢١.
لا أعرف من أين أبدأ، فكل شيء كان جميلاً.
وصلت للمكان الذي يعمل فيه شباب ولايتي، قلت لمن تلقاني لدى وصولي: لدي مكنسة وشفاطة وبعض https://t.co/KYWXkxtKkq
الأدوات لأعمل بها، فقال اتركها كلها، فلدينا كثير منها في المنزل الذي نعمل فيه، ونحن هنا منذ ثلاث أيام متتالية.
عرفت منهم لاحقا أنهم استأجروا مكاناً مناسباً يباتون فيه ليلاً، وينطلقون عند الفجر لينظفوا المنازل، أي عظمة هذه من شباب لم يطلب منهم أحد ذلك، ما هذا الدافع العظيم الذي https://t.co/aMksnOdFBc
يحملونه في قلوبهم.
الطين هو سيد الموقف في هذه الكارثة، ومعه الجدران المتساقطة، والبيوت المتعبة من الوقوف، والأشجار التي لم تنم ليلتها الأخيرة واقفة، بل استلقت وتهاوت على الأرض، وبرك الماء، والوحل.
يا إلهي، من أين جاء كل هذا الطين!
أطنان من الطين السميك جداً في كل مكان، بعضه https://t.co/OJc9FQYyjN
متراكم وأصبح ارتفاعه أكثر من ٥٠ سم.
والطين نوعان ( و هذا مما تعلمته اليوم) طين رطب، كريه الرائحة، سميك البدن، صعب الإزالة، جاثم على المكان، يمنعه من التنفس، وطين جاف، سريع الإزالة، بلا رائحة، اكتفى من النوم في بيوت الناس.
كان كل شيء غريباً، أفواج من الناس https://t.co/WEPNvfqbne
لا يعرفون بعضهم، يدخلون بيوت أناس لا يعرفونهم، يعملون معا، يندمجون بسرعة، ينظفون ويتحدثون ويخططون ويضحكون، وحينما ينتهون يسألون بعضهم، من أين أنتم؟
من شناص و صحار والرستاق والشرقية و مسقط ونزوى ومن كل مكان، كأن عمان اجتمعت تحت سقف واحد.
الشباب يمرون في الحارات، بين المنازل https://t.co/Qi5PqygCxH