تأثير الألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية للأطفال والشباب: مراجعة نقدية

في العصر الرقمي الحالي، أصبح العالم الافتراضي جزءاً لا يتجزأ من حياة العديد من الأطفال والشباب. من بين هذه الظواهر الحديثة، برزت الألعاب الإلكترونية ك

  • صاحب المنشور: رجاء البلغيتي

    ملخص النقاش:
    في العصر الرقمي الحالي، أصبح العالم الافتراضي جزءاً لا يتجزأ من حياة العديد من الأطفال والشباب. من بين هذه الظواهر الحديثة، برزت الألعاب الإلكترونية كوسيلة شائعة للتسلية والتفاعل الاجتماعي عبر الإنترنت. رغم الفوائد العديدة التي قد توفرها مثل تحسين مهارات حل المشكلات والإبداع والتعاون، إلا أنه هناك مخاوف متزايدة حول الآثار المحتملة لهذه الأنشطة على صحتهم النفسية. هذا المقال يهدف إلى تسليط الضوء على تأثير الألعاب الإلكترونية على الجانب النفسي، مستندًا إلى دراسات بحثية حديثة ومراجعة أدبية شاملة.

عشوائياً، أظهرت الدراسات الأولية ارتباطًا محتملًا بين الإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية واضطراب طيف ذوي الشخصية المعادية للمجتمع (ASPD)، والذي يتميز بسلوكيات عدوانية وعدم الشعور بالذنب أو التعاطف.

وقد وجدت دراسة أجريت عام 2019 نشرت في المجلة الدولية للصحة العامة [1] أن الشباب الذين يقضون أكثر من خمس ساعات يومياً في لعب ألعاب الفيديو معرضون بنسبة أعلى بكثير للإصابة بأعراض ASPD مقارنة بتلك أقل نشاطاً في هذا النوع من اللعب. لكن يجب التنبيه هنا بأن الرابط ليس مباشراً وقد يعكس عوامل خارجية أخرى غير محسوبة بعد.

التوتر والإدمان

بالإضافة لذلك، يمكن للألعاب الإلكترونية أيضاً أن تؤدي إلى زيادة مستويات التوتر بسبب المنافسة الشديدة وتوقعات تحقيق نتائج مثالية باستمرار.

وفي حالة حدوث فشل - وهو أمر طبيعي خاصة لدى المتنافسين الجدد- فقد يؤدي ذلك إلى شعور بالإحباط والغضب مما يشكل عبئا نفسيا جديدا عليهم.

الإيجابيات مقابل السلبيات

على الرغم مما سبق ، فإن الأمر لا ينحصر بالكآبة والسلبية؛ حيث تشير بعض الدراسات أيضًا إلى فوائد محتملة للعب المنتظم لألعاب الفيديو مثل تخفيف القلق وتعزيز الثقة بالنفس وتحسين القدرة على العمل ضمن فرق عند اللعب جماعيا حسبما ذكرته إحدى الصحائف الطبية البريطانية الشهيرة "بيديا" ([2]).

الخلاصة والمستقبل

إن مفتاح الوصول لموازنة هذة التأثيرات يكمن أساسا تحت سيطرة أولياء الأمور والمعلمين والمعالجين النفسيين عبر وضع قواعد مناسبة للاستخدام المنضبط للألعاب وكذلك تعليم كيفية مواجهة أي آثار عقلية سلبية ربما تحدث أثناء لعبه.

[1] Journal of International Public Health, vol.6(3), pp.487–497 , DOI: 10.1007/s40001-018-0396-y


فكري الشريف

10 مدونة المشاركات

التعليقات