في كل مرَّة أقف أمام قصة الشاب الذي ذهَب إلىٰ الرسول صلىٰ الله عليه وسلَّم يستأذنُه في الزنا وأبتسم، وأتساءل بيني وبين نفسي تُرىٰ أَيَّ رقة قلب هذه التي وجدوها فيه لتجعل شاباً صغيراً يتجه مباشرةً إلىٰ إمام المُرسلين ويستأذنُه بين النَّاس في كبيرة دون أن يخاف ردة فعله أو نهرهُ له؟
ثُمَّ أتذكَر ردة فعل الرَّسول صلىٰ الله عليه وسلَّم في حوارهِ الرقيق مع الشَّاب ثُمَّ وضعَهُ ليدهِ علىٰ صدرِه ودعائه لهُ بأن يُطهِر الله قلبَه لينصرف الشاب وقد كَرِهَ ما جاء يستأذن الرَّسول فيه ...
وأحسدهم علىٰ وجودِه بينهم ..
كم كانَ جهادُهُم علىٰ عظمتهِ أبسط بمجرَّد وجوده معهم؟
كم كانَ ثباتهُم أسهَل بوجودِهِ فيهم ؟
"وكيفَ تكفرونَ وأنتُم تُتْلىٰ عليكُم آياتُ اللهِ
وَفيكُم رَسُولُه "
(آلَ عمران-١٠١)
وأتذكَر صيحة عُمر بن الخطاب في عز الأزمة وقد غلبتهُ الحيرة وزعزع البلاء أركان اليقين عنده للمرة الأولىٰ فيصيح وهو يسأل :
أوَ لَسْنا علىٰ الحقِ يا رسول الله ؟
تخيَّل أن تهزمُكَ الحيرة بينَ أمرين فتتجه إلىٰ الرَّسول مباشرةً ليفصل لكَ فيهم، أو أن يغلبك الحزن فيواسيك هُوَ بعظمته..
أو أن تُذنب وتتوب وتذنب وتتوب وتذنب وتتوب فتأتيه وقد ضاقت بكَ الدُنيا وضاقَت بكَ نفسك فيدعو لكَ :')
"وَصَلِّ عليهِمْ
إنَّ صلاتَكَ سَكَنٌ لهم "
(التوبة-١٠٣)
أي سكينة هذهِ التي تبلُغ سكينة دعاء الرَّسول لهم بالرَّحمة...