في حالة تواجدك في شرق أمريكا، وأعلنت السلطات أنّ العشرين من شعبان هو آخر أيام شعبان وأنّ الواحد والعشرين منه أول أيام رمضان حسب الحساب الفلكي فقط، دون مشاهدة فعلية لهلال الشهر الجديد، فقد اعتقد بعض المسلمين -بما فيها أنتِ- أن ذلك سيعتبر "يوم شك" وأنّه ليس هناك ضرورة لصوم اليوم التالي. ومع ذلك، تبين لاحقاً أنّ مجموعة من الأشخاص في منطقة غرب البلاد شاهدوا فعلياً هلال شهر رمضان. إليك ما ينبغي معرفته وفق الشريعة الإسلامية حول هذه المسألة:
الأمر الأهم هنا هو أنّ تحديد بدء شهر رمضان وانتهائه يعتمد بشكل أساسي على الرصد المرئي لهلال الشهور العربية. كما ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح رواه أبو هريرة رضي الله عنه:"صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته". أي إننا نستند إلى الرصد البشري وليس للحساب الرياضي دور محوري.
وعندما يحدث خلاف مثل الذي وصفته حيث تشاهد دولة جزء من الأمّة الهلال بينما لا تتمكن دول أخرى من ذلك بسبب الاختلافات الزمنية والجغرافية للمطالع، فإن الأكثر قبولا شرعياً هو الاعتبار القانوني للاختلاف بين تلك المناطق. فالرأي المؤيد لهذا النهج يقول بأنه ينبغي اتباع حكم الدولة التي تمكنت من تأكيد الرؤية لأن الخطاب الأصلي للرسول الكريم ("الأمة") يشمل الجميع بغض النظر عن موقعهم الجغرافي. وهذه هي وجهة نظر كثير ممن ورد ذكر آرائهم بين فقهاء الإسلام الأكابر عبر التاريخ.
والآن بالنسبة لتطبيق الأمر الخاص بك شخصيًا، بما أنك استيقظت معتبرة اليوم الثاني من أبريل كرمضان بناءً على الأخبار المحلية ولكن بدون التأكد الشخصي من رؤية الهلال، ثم اكتشفت فيما بعد وجود دلائل تدعم البدء الرسمي لرمضان قبل وقت قصير جدًا مما يعني أنك قضيت يوماً كاملاً دون قصد أثناء فترة الصوم خلال رمضان، فهناك اتفاق واسع بين علماء الدين على وجوب تعويض هذا اليوم. فحتى وإن كنت غير متأكدة تمامًا حتى طلوع الشمس، وبمجرد ورود معلومات موثوق بها تؤكد رسميا بدء شهر رمضان، فأنت ملزمة قانونياً بالتوقف فور الحصول عليها وتعويض اليوم الذي أفطرت فيه صدفة ضمن إطار برنامج قضاء الأعمال الدينية الواجبة عليك مستقبلا.
وفي النهاية نسأل الله سبحانه وتعالى التيسير والتوجيه نحو طريق الحق والصواب دائما.