- صاحب المنشور: أماني بن جلون
ملخص النقاش:في العصر الحديث الذي نعيش فيه اليوم، أصبح العالم الرقمي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. حيث توفر التكنولوجيا العديد من الخدمات والمزايا التي تسهل علينا التواصل والعمل والتعلم، إلا أنها بمقابل ذلك طرحت تحديات جديدة متعلقة بخصوصيتنا وأمن بياناتنا الشخصية. هذا المقال يناقش التوازن الدقيق بين الحاجة إلى حماية الخصوصية والحاجة الملحة لضمان الأمان الإلكتروني.
على الجانب الأول، تعدّ الخصوصية حقا أساسياً لكل فرد. فهي تعني القدرة على التحكم فيما يتم مشاركته مع الآخرين عبر الإنترنت وكيف يستخدمها الغير. بدون خصوصية كافية، يمكن استغلال معلومات شخصية حساسة مثل الهوية والتاريخ المرضي والعلاقات الاجتماعية وغيرها بطرق ضارة. لهذا السبب، هناك قوانين عالمية وقواعد أخلاقية تحث الشركات والمستخدمين الأفراد على احترام خصوصية الآخرين واحترام حقوق الملكية الفكرية أيضاً.
أما بالنسبة للأمان الإلكتروني فهو الضامن للحفاظ على سلامتك وأصولك المالية ضد الجرائم السيبرانية المختلفة. تشمل هذه الجرائم عمليات الاحتيال وانتحال الهوية والقرصنة الإلكترونية واستهداف البرامج الضارة للمعلومات السرية الخاصة بك. وبالتالي فإن تحقيق توازن مناسب بين الاستفادة من الخدمات الرقمية ومقاومة المخاطر المرتبطة بها يعتمد بشكل كبير على استخدام تقنيات حديثة مضادة للتصيد الاحتيالي وتشفير البيانات وتحديث البرمجيات بأحدث الإصدارات الأمنية بالإضافة لأهمية تثقيف الجمهور حول كيفية التعامل الآمن مع المعلومات عبر الانترنت.
إن الوصول المثالي لهذه المعادلة المتوازنة يتطلب جهود مشتركة ومتكاملة تلعب دوراً محورياً في توجيه السياسات الحكومية والإرشادات القانونية وصناعة المنتجات التقنية لتوفير بيئة رقمية آمنة ومسؤولة نوفر لها جميعاً فرصة للاستمتاع بالمزايا الحديثة دون القلق بشأن انتهاكات الخصوصية أو تعرضنا للغش أو الخسائر المحتملة الناجمة عن سوء الاستعمال السيبراني.