- صاحب المنشور: باهر الحسين
ملخص النقاش:
في عصر يتسم بالقلق المتزايد حول تغير المناخ والتلوث البيئي، يلعب الذكاء الاصطناعي (AI) دورًا متناميًا ومتعدد الأوجه في معالجة هذه القضايا. يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات لتحديد الاتجاهات وتوقع الظواهر البيئية وتحسين كفاءة العمليات الصديقة للبيئة. هذا الدور ليس مجرد فرصة؛ بل هو ضرورة ملحة لتعزيز الاستدامة البيئية.
الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي للاستدامة البيئية:
- التنبؤ بالأحداث البيئية: تستطيع خوارزميات التعلم الآلي التحليل الفوري لبيانات الأقمار الصناعية والمستشعرات الأرضية ورصد تغيرات درجات الحرارة ومستويات البحار وغيرها من المؤشرات الهامة لتغير المناخ. يمكن استخدام هذه المعلومات لتحذير الحكومات والشركات والأفراد من الكوارث الطبيعية المحتملة مثل الفيضانات والجفاف.
- تحسين إدارة الطاقة والنقل: بإمكان الذكاء الاصطناعي التحكم بكفاءة أكبر لنظم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يؤدي إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. كما يمكن له زيادة فعالية وسائل النقل العامة عبر أفضل تنظيم لحركة المرور وأوقات الانتظار وأماكن وقوف السيارات، وبالتالي تخفيض انبعاثات الكربون الناجمة عن التنقل الشخصي.
- الرصد والصيانة المستدامين: توفر حلول الرصد المبنية على الذكاء الاصطناعي معلومات دقيقة وعملية حول الحالة الصحية للمرافق والبنية الأساسية، مما يسمح بأعمال صيانة استباقية بدلاً من رد الفعل تجاه الأعطال غير المتوقعة والتي غالبًا ما تتطلب موارد زائدة واستخدام المزيد من المواد الخام.
- إدارة الموارد المائية والمغذيات: يساعد الذكاء الاصطناعي في مراقبة جودة المياه العذبة واتخاذ القرار بشأن توزيعها الأكثر فاعلية بين مختلف القطاعات الزراعية والسكانية والحيوانية. بالإضافة لذلك، يساهم أيضًا في الحدِ من هدر غذاءٍ عبر تكنولوجيا جديدة لرصد نضج المحاصيل وإنتاج الغذاء بطريقة أكثر كفاءة باستخدام أقل قدر ممكن من الماء والأدوية الزراعية.
التحديات أمام اعتماد واسع النطاق لهذه التقنيات:
على الرغم من كل هذه الإيجابيات الواعدة، هناك العديد من العقبات التي تواجه انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي نحو هدف تحقيق بيئة مستدامة:
* الأمان والخصوصية: عندما يتم جمع بيانات شخصية أو حساسة للحفاظ عليها والاستفادة منها لأغراض البحث العلمي والحكومي، فإن ذلك قد يعرض خصوصية الأفراد للخطر وقد يقوض ثقة المجتمعات بهاذه الأدوات الجديدة.
* تكاليف التصميم والصيانة الأولية المرتفعة: حتى وإن كانت بعض الحلول ذات عوائد طويلة المدى عالية الجودة وصديقة للبيئة إلا أنها قد تكون مكلفة للغاية أثناء عمليات تطوير البرمجيات والعُدد الصلبة الخاصة بتلك المشاريع خاصة تلك التي تحتاج لمراقبة مباشرة ميدانية مثل مشاريع إعادة التشجير الضخمة مثلا.
* غياب السياسات والقوانين المنظمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي وجدير بالثقة: بدون نظام قانوني واضح يحمي حقوق الإنسان وينظم طريقة عمل الخوارزميات ويضمن الشفافية عند اتخاذ قراراتها بناء علي قاعدة بيانات كبيرة مجهولة المصدر كون "الإنسان" خارج دائرته المعرفية تماما هنا . فلن يكون بالإمكان التأكد بأن نظم الذكاء الاصطناعي تعمل حقاً لصالح قضيتنا البيئية وليس ضدها تحت ستار تقديم خدمة صديقه لها.
وفي النهاية ، بينما يبدو لنا اليوم وكأن الطريق مازالشائكة نوعاََ ما أمام طريق آمن ومساعد نحو عالم ذكي مستدام إلا انه أيضاً مليئ بالممكنات والإمكانيين الرائعين إذا تم اختيار المسارات الصحيحة بعناية ولعب جميع الاطراف أدوراهم بعزيمة