- صاحب المنشور: عبير بن عثمان
ملخص النقاش:تواجه القارة الأفريقية تحديات كبيرة فيما يتعلق بتحويل نظامها الحالي للطاقة. يعتمد الكثير من الدول الأفريقية حالياً على الوقود الأحفوري الذي يساهم بشكل كبير في انبعاث الغازات الدفيئة ويؤدي إلى تلوث البيئة. ولكن تحويل هذه الأنظمة نحو الطاقة المتجددة يمكن أن يكون له فوائد عديدة.
أولاً، الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح هي موارد طبيعية بلا حدود تقريباً في أفريقيا. هذا يعني أنه بإمكان البلدان الأفريقية الاستعانة بهذه المصادر لتوفير الكهرباء للملايين من الناس الذين يعيشون بدون كهرباء في الوقت الحالي. بالإضافة إلى ذلك، فإن بناء محطات توليد طاقة متجددة يمكن أن يخلق فرص عمل جديدة ويعزز الاقتصاد المحلي.
التحديات الرئيسية
مع ذلك، هناك العديد من العقبات التي تعترض طريق انتقال أفريقيا نحو الطاقة الخضراء. أحد أكبر هذه العوائق هو الافتقار إلى البنية الأساسية اللازمة لدعم الشبكات الكهربية المستدامة. تحتاج العديد من البلدان الأفريقية إلى استثمار كبير في تطوير شبكة الكهرباء الخاصة بها حتى تتمكن من التعامل مع الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة.
كما أن تكلفة المعدات الأولية لمصادر الطاقة المتجددة قد تكون مرتفعة بالنسبة للدول ذات الدخل المنخفض أو المتوسط. ومع ذلك، عندما يتم النظر إلى مدى الحياة الإجمالي لهذه التطبيقات الصديقة للبيئة مقابل وسائل أخرى لإنتاج الطاقة، غالبا ما تصبح أكثر فعالية من حيث التكلفة.
مكاسب محتملة
بالرغم من كل هذه التحديات، يوجد الكثير مما يدفع باتجاه الانتقال إلى الطاقة المتجددة في إفريقيا. الحفاظ على الصحة العامة أمر مهم للغاية؛ فالوقود الأحفوري ليس ضارا بالبيئة فحسب بل يؤثر أيضاً بشكل مباشر وصحي على حياة السكان المحليين. استخدام الطاقة البديلة سيقلل بشدة من مستويات التلوث الجوي والتلوث الناجم عن حرق الفحم وغيره من المواد الاحفورية.
بالإضافة لذلك، توفر مشاريع الطاقة المتجددة فرصة ممتازة للتكامل بين الدول الأفريقية المختلفة وتعزيز العلاقات التجارية المشتركة عبر المنطقة بفضل حجم الطاقات الكبيرة لديهم.
وفي النهاية, رغم وجود عقبات أمام عملية التحول هذه, إلا أنها تحمل ضمنيا إمكانات هائلة لتحسين جودة الحياة وضمان مستقبل أخضر للقارة السوداء.