• صاحب المنشور: دليلة التونسي
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الحديث، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ومع ذلك، فإن التأثيرات التي تتركها هذه المنصات الرقمية على الصحة النفسية قد أصبحت موضوعًا مثيرًا للجدل والاهتمام المتزايد خاصة لدى فئة الشباب. هدفت الدراسة الحالية إلى استكشاف وتقييم تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأفراد الشباب مع التركيز على الاختلافات المحتملة بين الإناث والذكور.

استخدمت الدراسة عينة عشوائية تضم 250 مشاركاً وشاملة لتوزيعهم الجنسي تراوحت أعمارهم بين 18-30 عاماً. تم جمع البيانات عبر الاستبيانات الإلكترونية التي شملت مجموعة متنوعة من المقاييس النفسية مثل درجة الاكتئاب، اضطراب القلق العام، الثقة بالنفس، والسعادة العامة بالإضافة إلى معلومات حول الوقت الذي يقضيه المستخدمون يومياً على مواقع التواصل المختلفة.

تبينت نتائج التحليل الاحصائي وجود علاقة ارتباط معنوية عالية باستخدام شبكات الإعلام الاجتماعية والإعاقة المعرفية، حيث يشعر مستخدمي الإنترنت بنشاط أقل ومستوى تركيز متدنٍ بعد فترات طويلة أمام الشاشات. كما كشف البحث أيضاً تأثر الذكور بالإجهاد النفسي بشكل أكبر من النساء نتيجة لهذه الأنشطة عبر الانترنت مما يعكس اختلافات جندرية محتملة في طرق التعامل والتعرض للضغوط الناجمة عن التفاعلات الافتراضية.

بالإضافة لذلك، ذكرت العديد من المشاركات الأنثويات شعورهن بالقلق بشأن صورة الجسم والشعور السلبي تجاه الذات بسبب الصور المشوهة للعظمة والجسد المثالي المنتشرة عبر هذه المنصات مما يؤدي لعواقب صحية نفسية تتعلق بتدني تقدير الذات وانخفاض احترام الذات والقناعة الشخصية. بينما وجدت الدراسة أنه رغم تعرض الرجال لقضايا مشابهة إلا أنها كانت أكثر بروزًا وأكثر تأثيراً عند النساء بناءً على حجم عينة البحث.

من المهم هنا التنبيه بأن هذا ليس دليلاً قاطعًا ولكنه مؤشر مهم نحو فهم جديد لأثار عالم الشبكة العنكبوتية الجديد والذي ينبغي لنا مراعاته والحفاظ عليه ضمن حدود مناسبة للحفاظ علي سلامتنا الجسدية والعقلية . إن إدراك الحدث والاستجابة له بات واجبا أخلاقيا وعلميا لمواجهة تلك الآثار الجانبية الضارة واستثمار الفرص الإيجابية المرتبطة بعالمنا الرقمي الحالي بطريقة تعزز رفاهيتنا العقلية وليس العكس.