عندما تواجه أمطارًا شديدة تشكل حرجًا واضطرابًا أثناء الذهاب إلى المسجد لتأدية الصلوات الخمس، فقد يكون الجمع بين بعض الصلوات أمرًا مشروعًا وفقًا للإسلام. هذا ليس بغريب، حيث أباح النبي صلى الله عليه وسلم جمع الصلوات بسبب الأمطار وغيرها من الأعذار التي تتطلب الراحة والتيسير للمسلمين.
وفقًا للتفسير الشرعي، الجمع بين الصلوات يأتي بهدفين أساسيين: تحقيق الجماعة في أداء الصلاة وتجنب خلق مشقة وضيق على المسلمين. وهذا يؤكد على أهمية الالتزام بصلاة الجماعة قدر المستطاع. ويذكرنا الحديث النبوي الذي رواه ابن عباس رضوان الله عليه بأن الرسول الكريم جمع بين الظُهر والعصر والمغرب والعشاء في مدينة المدينة المنورة رغم عدم وجود خطر أو مطر، "لكي لا يحرج أحداً من أمته"، مما يعكس حرصه صلى الله عليه وسلم على راحة المجتمع المسلم وتحقيق مصالحهم.
وعلى الرغم من وجود احتمال للجمع بدون سبب واضح حسب بعض الروايات، إلا أنه عندما ذكر ابن عباس سبباً لذلك بأنه منع الحرج للأمة، فهذا يعني أن الجمع مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحاجة إليه.
وعليه، يمكن تلخيص الوضع الحالي بما يلي: إذا دخلت المسجد وشاهدت مجموعة قد قاموا بالفعل بجمع الصلوات بناءً على ظروف المطر مثلاً، وكان هناك مجموعتان أخريتان تقومان أيضا بتوفير مكان للجماعة، فيمكن لك الانضمام إليهما لإتمام صلاتك بالتجمع والتشارك في ثواب الجماعة. أما إذا كنت ستكون الوحيد الذي يقوم بالجمع، فالأنسب هنا أن تؤدى صلاة الزوال وفق الوقت المحدد لها ومن ثم الانتقال لشؤون حياتك الخاصة حتى موعد صلاة العصر حيث يمكنك تأديتها أيضاً ضمن جدولتها المعتادة سواء برفقة جماعة أخرى أو وحدتك الشخصية.
وفي النهاية، يستند الأمر بشكل أساسي لما تنطبق عليه تلك الأحكام المتعلقة بالأوقات والأحوال المختلفة والتي حددها الفقهاء استناداً إلى النصوص الشرعية.
