- صاحب المنشور: ذاكر بن معمر
ملخص النقاش:
تُحدث ثورة الذكاء الاصطناعي تغيرات عميقة ومستمرة في مختلف قطاعات الاقتصاد العالمي. هذه التغييرات تأتي بمجموعة من الفرص والتحديات التي تؤثر بشكل كبير على سوق العمل وتوازن القوى العمالية. يهدف هذا المقال إلى استكشاف كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف الموجودة حاليًا وكيف يمكن لهذه التقنية خلق فرص عمل جديدة.
الفرص الجديدة للوظائف
إن تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يخلق وظائف جديدة لم تكن موجودة سابقًا. مثل مطوري البرمجيات المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، والباحثين عن البيانات الكبيرة، والمبرمجين للأتمتة وغيرها الكثير. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة متزايدة لمتخصصين في الرعاية الصحية يستخدمون الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقديم رعاية أفضل للمرضى.
إعادة هيكلة الوظائف الحالية
ليس كل شيء سيكون جديدًا مع ظهور الذكاء الاصطناعي؛ فالكثير من الوظائف ستشهد تحولاً أو تغييراً دراماتيكياً. مثلاً، قد يتم تعزيز أدوار المحاسبين والقانونيين وأصحاب الأعمال الصغيرة باستخدام خوارزميات تحليل البيانات والاستشارات الآلية. ولكن هذا التحول سيحتاج أيضاً إلى مهارات بشرية جديدة كالتنقل بين تقنيات مختلفة وفهم آليات صنع القرار الآلي.
مخاوف بشأن فقدان الوظائف بسبب الأتمتة
من أهم المخاوف المرتبطة بتطبيق الذكاء الاصطناعي هي احتمال خسارة العديد من الوظائف نتيجة الاستبدال بالأجهزة الروبوتية. بعض الدراسات تشير إلى أن حوالي 37% من الوظائف معرضة للإلغاء بسبب الأتمتة بحلول عام 2030. وهذا يشمل أعمال خطوط الإنتاج الروتينية والأعمال المكتبية البسيطة وحتى بعض الأدوار غير routinized مثل تلك التي تتطلب اتخاذ قرارات بسيطة بناءً على بيانات محددة.
التدريب المهني المستمر
لتخفيف حدة التأثيرات السلبية المحتملة لهذا الانتقال، يعد التعليم والتدريب المهني جزءًا حيويًا من الاستعداد للمستقبل الجديد لسوق العمل. يجب التركيز على تطوير مجالات معرفة مرتبطة مباشرة بالتكنولوجيات الناشئة كالبحث العلمي الخاص بالذكاء الاصطناعي وهندسة الشبكات العصبونية العميقة وغيرها كثير مما يتجاوز مجرد إدارة الكمبيوتر الأساسية.
دور الحكومات والشركات الخاصة
على الحكومة والشركات المساهمة بنشاط في دعم عملية التحول نحو مستقبل يعمل به الذكاء الاصطناعي بفعالية أكبر. وذلك عبر تقديم المنح البحثية والدعم التمويلي للشركات العاملة في مجال الابتكار وخلق بيئات تدريبية مناسبة للعاملين الحاليين والجدد الذين سينضم إليهم مستقبلاً ضمن فريق العمل. كما ينبغي وضع سياسات وضوابط تحدد حدود استخدام الذكاء الاصطناعي للحفاظ على حقوق الإنسان والحماية الاجتماعية لكل فرد.
في النهاية، فإن رحلة الانطلاق في عصر الذكاء الاصطناعي ليست سهلة لكنها محفوفة بإمكانيات جمَّة لتحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي هائل عندما تتم إدارتها بطريقة مدروسة ومعمقة علميا واقتصاديا اجتماعيا .