• صاحب المنشور: عبد البر الحنفي
  
  ملخص النقاش:
  

  مع استمرار تطور التكنولوجيا وتزايد اعتماد الآلات والأجهزة الذكية في مختلف القطاعات، أصبح الحديث عن الأتمتة واتجاهاتها مستقبلاً محور اهتمام واسع. يسلط هذا التحليل الضوء على التأثيرات المتنوعة للأتمتة على سوق العمل، متناولاً كلا الجوانب الإيجابية والسلبية لهذه الظاهرة.

الفرص المستقبلية للأتمتة في سوق العمل:

1. زيادة الكفاءة والإنتاجية: يمكن للنظام الآلي أداء المهام بسرعة وكفاءة أكبر بكثير مقارنة بالعمال البشريين، مما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في الإنتاجية. مثلاً، يستطيع الروبوت تصنيع عدد أكبر من الوحدات خلال فترة زمنية أقصر، وهو الأمر الذي يمكن أن يعزز الربحية للشركات ويخفض الأسعار للعملاء.

1. تعزيز السلامة والصحة المهنية: هناك العديد من الأدوار التي تشكل خطراً كبيرًا على العاملين البشر مثل أعمال المناجم أو بعض العمليات الصناعية الخطرة. يمكن لتدخل التقنيات الآلية تخفيض المخاطر المرتبطة بهذه المعايير البيئة الحساسة وتحسين ظروف العمل العامة.

1. التحرر من الأعمال الروتينية: مع اتجاه المزيد والمزيد نحو الأتمتة، ستتاح للعاملين فرصة التركيز أكثر على الجانب الإبداعي والتفاعل الاجتماعي ضمن وظائفهم. وهذا يقودنا أيضاً إلى تطوير مهارات جديدة ومتخصصة ليكونوا جزءًا فعالاً وقيمًا في الاقتصاد الرقمي الجديد.

1. تحقيق الدمج الثقافي والعاطفي: رغم القدرات الفائقة للتكنولوجيا، إلا أنها تبقى غير قادرة على التعامل مع الأمور الإنسانية بطرق ذات مغزى عاطفي عميق. لذلك، فإن وجود العنصر البشري سيظل ضروريًا لفهم الاحتياجات وتوفير الخدمات الشخصية والتي تتطلب حساسية بشرية وفهم دقيق لحالة المشاعر الانسانيه .

التحديات المحتملة لاستخدام الأتمتة في سوق العمل:

1. البطالة: أحد أهم مخاوف المجتمع العالمي اليوم هو فقدان فرص عمل نتيجة انتشار الأنظمة الآلية. فالأمور التي تستغرق وقت وطاقة إنساني أقل سوف يتم توليها بواسطة محركات حاسوبية وأجهزة ذكية، وبالتالي تقليل حاجة الشركات لرأس المال البشري. وقد شاهد العالم بالفعل كيف أثرت هذه المشكلة خاصة عندما حول جائحة كورونا كثير من المصالح التجارية لنماذج افتراضيه عبر الإنترنت حيث قلّ الطلب على القوى العاملة المعتمدة سابقاً علي التواصل الشخصي وجهاً لوجه .

1. عدم المساواة الاجتماعية – الجغرافية: ليس كل منطقة موفرة بنفس مستوى الوصول للموارد التعليمية والبحث العلمي اللازمة لمواكبة ثورة المعلومات الحديثة؛ مما يعني أنه بينما يحصل سكان المناطق الأكثر تقدماً تكنولوجياً علي تدريب مناسب لتحويل مسار حياتهم العملية وفقاً لهذا الواقع الجديد ، سيترك أولئك الذين ينتمون لعالمنا الريفي وصغير المدن بدون نظام دعم فعَّال لدعم انتقالهم للسوق الجديدة المهيمنة عليها التحول الرقمي والذي يتضح فيه مدى هيمنة رأس مال المعلوميات مقابل الثروات السابق عليها كالنفط والمعادن وغيرها الكثير ..

1. الإصلاحات السياسية والقانونية: للحفاظ علي حقوق الإنسان وضمان عدم استغلال القدرة الهائلة للتكنولوجيا لأهداف ضارة ، سيكون هنالك حاجة ملحه لإحداث تغييرات جوهرية داخل هياكل الحكومات وأ