بدأت الثقافة مع انفصال البشر التدريجي عن الطبيعة، ولم تكن البداية فكرية ولا علمية ولا دينية بل جمالية (فنية).
وهنا الإيضاح:
١- بدأ البشر حياتهم بشكل طبيعي كبقية الحيوانات: سعياً متواصلا وراء الطعام والمأوى وحفظ النوع بالتناسل.
كانت الحيوانات تمتاز بمزايا جسدية قوية، كالمخالب والأنياب والسرعة والطيران ونحو ذلك. بينما الإنسان جسدياً ضعيف، وما ميزه وجعله أقوى هو العقل (ملكة التفكير المجرد).
٢- من خلال العقل استطاع الإنسان التغلب على كثير من الصعوبات وهزيمة أعدائه (كالحيوانات المفترسة). فصنع من الحجارة سكاكين ومن أغصان الشجر رماحاً، واكتشف النار، ولجأ للكهوف وحفر بحثا عن الماء.
وذات مرة اشتعل حريق كبير في الغابة فاحترقت بعض الطيور والغزلان، فانبعثت منها رائحة زكية!
٣- فاكتشف الأكل المطبوخ/المشوي
وكانت الصدفة أيضا سبباً لاكتشاف النار؛فمع احتكاك حوافر الخيول بأحجار الصوان وظهور شرر النار أخذ يحك الحجر بالحجر ويستنبط النار. واكتشف الزراعة عندما لاحظ أن الثمار عندما تسقط تتيبس فتخرج بذورها فتذروها الرياح فينزل المطر فينبت منها زرع جديد!
٤- كل هذا لا يهم، وسواء صدق السيناريو أو لا، فالصدفة لعبت دورا كبيرا، والعقل كان مصدر العيش الأول.
نحن الآن لا نزال في طور الطبيعة. ولم تظهر الثقافة إلا في اللحظة التي توقف العقلُ فيها عن التفكير العملي.