1-كما قلت في السابق،ابن تيمية عوالم وليس عالَما واحدا، عوالم متعارضة فيما بينها ولا تقبل بعضها عند التحقيق،لكنه بعبقريته،نجح في تحقيق التعايش فيما بينها.مع أنك لو حاكمت عوالمه لعوالمه لظهر لك التناقض، وضربت لذلك مثلا بتقديم نسخة من "درء التعارض" لعمر بن الخطاب لنرى إن كان سيقبله؟ https://t.co/zq56LIugBu
2-في هذه المساحة سأتحدث عن (عالم ابن تيمية الفقهي) وهو عالَم واضح لن يرهقنا كثيرا، ونهايته كانت حميدة، وإن لم تكن كذلك في البداية. ففي السجن الذي مات فيه، طلب تلاميذه أن يكتب لهم متنا فقهيا يحوي اختياراته، فرفض ذلك وقال (الفروع أمرها هين، من سار على مذهب إمام فقد برئت ذمته).
3-معنى هذا الكلام الذي انتهى إليه ابن تيمية لن يروق للمتزمت أبدا، فمعناه أن المسلم الذي يحتفظ في بيته بنص لأبي حنيفة أو مالك أو الشافعي أو ابن حزم أو غيرهم من المتبوعين، ويسير على ما فيه، قد برئت ذمته، ولا ذنب عليه. المتزمت لن يعجبه هذا الكلام "بتاتاً البتة".
4-لكن هذا التسامح لم يكن مع ابن تيمية من البداية، فهو صاحب فكرة التمييز بين "مسائل الاختلاف" و "مسائل الاجتهاد" أو على الأقل هو من شهر هذا الاعتراض، فما قصته؟
5-عندما انتشرت المذاهب الفقهية، تقبل العقلاء الاختلاف، إلا أن صوت العقل لم يكن الأعلى، فوقع الشر بين أتباع هذه المذاهب حتى تقاتلوا في المساجد. فصرت ترى في النصوص الشافعية (فصل: هل تجوز الصلاة خلف الحنفي؟) فيرد الأحناف في نصوصهم بعدم جواز الصلاة خلف الشافعي. والحنابلة أشد عنفا.