تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين

إن انتشار استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية المتصلة بالشبكة العالمية، قد أدى إلى تغيير جذري في طريقة تعامل الشباب والمراهقين مع العالم الخار

  • صاحب المنشور: دليلة القاسمي

    ملخص النقاش:
    إن انتشار استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية المتصلة بالشبكة العالمية، قد أدى إلى تغيير جذري في طريقة تعامل الشباب والمراهقين مع العالم الخارجي. تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي واحدة من أكثر الأدوات شيوعاً بين هذه الفئة العمرية. بينما توفر العديد منها فرص تواصل فريدة وتسهيل الوصول للمعلومات, إلا أنها تحمل أيضاً مخاطر محتملة تؤثر مباشرة على صحتهم النفسية.

التغيرات الاجتماعية والثقافية:

في العقود الأخيرة، أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية؛ حيث يمكن لأي شخص الاتصال بالأصدقاء والعائلة ومشاركة الأفكار والاهتمامات عبر منصات مختلفة مثل الفيسبوك وإنستغرام ويوتيوب وغيرها الكثير. بالنسبة للمراهقين الذين يمرون بتجارب هامة لتكوين هويتهم الشخصية واستكشاف علاقاتهم الإنسانية، فإن هذا الواقع الرقمي الجديد يعرضهم لمجموعة متنوعة من التأثيرات التي ربما تكون غير متوقعة أو مؤذية إن لم يتم التعامل معها بحكمة وانتباه.

الآثار الإيجابية لوسائل الإعلام الاجتماعي:

  1. التواصل العالمي: تتيح شبكات التواصل الحديثة للأطفال فرصة للتواصل مع الآخرين حول العالم، مما يسمح لهم برؤية وجهات نظر وأساليب حياة جديدة، وهو أمر مفيد لبناء الوعي الثقافي وفهم مختلف التجارب الإنسانية.
  2. الدعم النفسي: يستخدم بعض المستخدمين الشبكات كمصدر للدعم العاطفي، خاصة أولئك الذين يشعرون بالعزلة بسبب ظروف حياتهم الخاصة بهم.
  3. الوصول للتعليم: تقدم المنصات التعليمية عبر الإنترنت دروس مجانية ومتاحة لكل الأعمار، وهذا يساهم في توسيع نطاق التعلم وخلق بيئات تعلم مستدامة خارج الفصل الدراسي التقليدي.

المخاطر المحتملة:

على الرغم من فوائدها العديدة، فقد لوحظت آثار سلبية مرتبطة بنشاط الوسائط الاجتماعية لدى المراهقين أيضًا:

  1. الإدمان: الإنفاق الطويل الزمني خلف الشاشات يؤدي غالبًا بالإدمان عليها، وقد ينتج عنه عزلة اجتماعية واضطراب النوم وفقر الانتباه.
  2. الصحة العقلية: هناك دليل قوي على ارتباط الاستخدام المكثف بوسائل الإعلام الاجتماعية بالاكتئاب والقلق والتوتر. دراسة نشرت عام ٢٠١۸ ذكرت بأن زيادة مدة جلوس الفتيات أمام شاشة الهاتف المحمول تتزامن مع ارتفاع معدلات القلق والإكتآب لديهن بحوالي ١٩٪؜ مقارنة بأقرانهن اللاتي يقضين وقتا أقل أمامه.
  3. الهوية الذاتية: الشعور الدائم بمراقبة الآخرين والترويج لما يبدو كصورة مثالية للحياة يخلق ضغطاً نفسياً لمن يحاول تقليد تلك الصور المصورة بشكل مزيف وبالتالي انخفاض احترام النفس وثقتها بها. كما أنه يمكن أن يؤدي للشعور بالنقص والخجل عند عدم القدرة على مطابقة هذه المقاييس غير الطبيعية للعيش المشاع عبر الانترنت والذي يعد بعكس الواقع الحقيقي تماما!
  4. الأمن الشخصي: الكشف الغير محسوب عن المعلومات الشخصية عبر الإنترنت جعل العديد عرضة للاعتداءات الإلكترونية وتسلل خصوصيتها وهذه قضية مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار والحذر أثناء تصفح مواقع التواصل المختلفة حفاظاً علي سرية معلوماتكم الشخصية.

لت


ميلا بن صالح

3 مدونة المشاركات

التعليقات