- صاحب المنشور: الفاسي الشرقاوي
ملخص النقاش:
على الرغم من انطلاق المحادثة حول موضوع "ثورات المال والأعمال والأقدار الغامضة"، اتجهت المناقشة نحو الجانب الإنساني والروح المعنوية لأصحاب الثروات وكيف أثرت طرائق الحصول عليها في تحديد أهدافهم وشغفهم. ركز المحاورون بشكل خاص على كتابات الفاسي الشرقاوي وتعمد لتقديم أمثلة حية ومختلفة عن الأشخاص الذين حققوا شهرة وثروات من خلال أصناف أعمال متنوعة بعض الشيء.
تناولت مداخلات الأستاذ أنيس بن زيدان التركيز الأساسي للموضوع وهو التأكيد على عدم ارتباط النجاح بالتقاليد الاقتصادية المعتادة بل برؤية جديدة تتضمن مرونة صاحب المشروع واستعداده للتغيير والإبداع. وقد اعتبرت وجهة نظر المنشور بمثابة دعوة للاستفاضة في فهم طبيعة البشر وصفائهم الأخلاقي عند التعامل مع مصائر أخرى بعيدة المدى مثل القدر ورسم الخطط المستقبلية وفق رؤية استراتيجية واضحة.
من جهته أبدى السيد عبد السميع الديب تأييده لهذه الآراء وأضاف المزيد من الجوانب المقربة لقلب الحدث حيث سلط الضوء على قدرة الأفراد على اجتياز التحديات والصعود مجددًا بتلك الروحية الصادقة الرافضة للإستسلام؛ مشيرًا إلي حالة السيد كاولا كمقاتل ضد الظلم والظروف السياسية المجحفة والتي أدَّت به لاحقاً لمنصب دولي بارز مستندًا علي تلك الصفات الحميدة داخل نفسه وانتصار ذاته الداخلي وتحوله ليُصبح دعاةٌ للسعادة المنتظر وملهم للحكمة بمشاركة تجربته الناججة للعالم الخارجي .
وفي خطوة أخيره ،كشف الدكتور التازيعن رؤيته الخاصة إذ اشار الى مدى تأثير التشديد علي جوانب الاحتمالات المادية للشخصيات الشهيرة وبالتالي إبراز الانسان العملاق الواقع داخله والذي يتمثل في تلك الطاقة الهائلة لدفع عجلة الحياة الذاتية للأمام نحو مبتغاها عبر منظومة منظورة مبنية علی تصميم ابداعي يسعي للارتقاء بذاته وخلق فرصة ذهبيه لكل فرد لبسط نفوذه الشخصي الي اعلى مراتب السلطة الاجتماعية والمعرفة مما يبني بنايتهم لسلوكيات افضل مجتمعاتها منطلق منها بحقيقة تواجد التصميمات الشرعية كتوجيه سماوي كريم لتحديد مسارات خياراتهن البديلة وبناء نظام توجه نقابي جديد يحترم الطبيعه ويلبي حاجآتها الاساسية ويعطيها القدسية اللازمة لإحداث تغيير ملحوظ قابل للتطبيق عمليا.
تجتمع أفكار هؤلاء الكتاب ضمن قالب واحد يتكون أساسًا من عناصر مشتركة : الاستمرار, الرغبة, الايجابية ,العطف تجاه الآخرين بالإضافة للاحترام الأساسي للقيم والقوانين الوطنية والدينية والدولية كذلك تقديرا لعظمة خلق الله وانفتاح العالم امام الجميع بالأبواب الرحيبة أمام فرص توسيع دائرة العلاقات الدولية والعلاقات الخارجية خاصة عندما يقوم المسلم ببناء وصل وصلات ممتدة جغرافيا وعاطفية مؤمنة بأرض الوطن الأصيل ذاك الذي يستحق الاعتزاز والفخار تحت سقف الوحدة المغربية الموحدة تاريخيًا وحاضرِيَا ومتجهة نحوالمستقبليات المشاعرالقوميَّة.
