تقنية مايكروبلدينج، والمعروفة أيضًا باسم "الرسم الدقيق"، هي طريقة جديدة وموضة حاليًا لتحسين شكل وحجم الحواجب باستخدام أدوات تشبه الشفرات لإحداث ندبات صغيرة ملونة. ومع ذلك، يشكل هذا الأمر تحدياً شرعياً بناءً على تعاليم الدين الإسلامي. وفقاً للشريعة الإسلامية، يعد تعديل الخلق الطبيعي للإنسان - بما في ذلك الحواجب - أمر محرم.
يجمع العلماء المسلمين على حرمة "الوشم"، والذي يعتبر أحد أشكال تغيير خلق الله سبحانه وتعالى. هذا التحريم مستند إلى الحديث النبوي الشريف الذي ينسب لعبد الله بن مسعود رضوان الله عليه، حيث قال: "لعن الله الوَاشِمَاتِ والمُوتَشِمَاتِ." كما ورد في حديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الوشم والإبطال والتواصل ("النَّامِصَةِ وَالْوَاشِرَةِ وَالْوَاصِلَةِ وَالْوَاشِمَةِ").
والمايكروبلدينج يعود إلى نفس جوهر العمل المحظور؛ فهو يغير لون وشكل الحواجب بشكل دائم عبر حقن المواد الكيميائية تحت الجلد. رغم ادعاء بعض المتخصصين بأن هذا النوع من الرسم المؤقت يستمر لمدة تتراوح بين سنة وسنتين فقط قبل البدء في الزوال التدريجي، فإن الاستمرار بإعادة رسم تلك الخطوط كل فترة يؤكد استمرار الانتهاك الأصلي لحرمة تغيير خلق الله.
وعلى الرغم من وجود حالات نادرة مثل علاج مرض معين قد تستدعي استخدام تقنيات مشابهة لما سبق، إلا أنها تعتبر استثناء وليس قاعدة عامة. فالهدف الأساسي هنا هو منع أي شكل من أشكال تغييب الإنسان لنعمته التي منحها الله تعالى.
في النهاية، يجب على المسلمات التفكير مليًا قبل اتخاذ قرار بشأن إجراء عملية مايكروبلدينج، وأن يكون اهتمامهن الأكبر ببقاءهن ضمن حدود العبادات والأوامر والنواهي المنبثقة من التعاليم الإسلامية.