في الإسلام، يعد الحب غير الطبيعي للمرض أمرا محيرا، خاصة وأن هناك اعتقاد خاطئ بأن المرض يمكن أن يؤدي إلى تكفير الذنوب ودخول الجنة عبر بوابة الموت. ولكن، هذا الفهم مغلوط ومختلف تماما عن تعاليم الدين.
من المهم أن نتذكر القاعدة القرآنية التي تقول "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"، حيث يشجعنا الدين على البحث عن الخير في كل شيء حتى لو كان ذلك يعني تحمل الألم. لكن الأمر الأكثر أهمية هنا هو كيف نهتم بصحتنا وكيف نسبح الله أثناء فترة المرض.
النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لم يكن أبدا يأمل المواجهة أو أي نوع من المصائب، فقد قال: "أيها الناس! لا تتمنون لقائ العدو، واسألوا الله العافية، فإنكم إذا التقيتم بهم فاصبروا". وهذا يعني أنه ليس بمقدورنا أن نخترع المعاناة لنفسنا. بدلاً من ذلك، ينبغي لنا دوما أن نسعى للعافية والاستقرار والصحة.
الإسلام يحث بشدة على دعوة الله للشفاء خلال فترات المرض. الرسول صلى الله عليه وسلم قد علمنا ادعية كثيرة مثل "اللهم رب الناس أذهب البأس، اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً". وهذه الأدعية تشجع المسلم على الجمع بين الراحة النفسية والتوجه نحو العلاج الطبي أيضا، مما يخلق توازنًا روحياً صحياً.
بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة لمن يرغب في التحلي بالصبر وتجربة تكفير الخطايا خلال المرض، فلا يوجد مانع شرعا طالما يتم التعامل مع هذه التجربة بثقة وصبر عميقين. ومع ذلك، من الجدير بالذكر أن معظم العقلاء يختارون الطريق الذي يسمح لهم بسؤال الله للعافية واستخدام الوسائل المتاحة للعلاج الطبي، وذلك للحفاظ على الصحة العامة والعقلانية.
وفي الأخير، يجب التأكيد على أن حب المرض ليس الطريق الصحي أو الروحي الأمثل حسب الشريعة الإسلامية. فالعدل والقصد هما أساس حياة المؤمن المثالي.