هل قرض الأم لشراء ملابس للأبناء يعدُّ رباً؟ فهم وتوضيح الفتوى

الحمد لله، عندما تقرض الأم طفلها خمسمائة ريال لشراء عباءات لها ولعائلتها، فإن الأمر ليس بالضرورة ربا. ولكن هناك بعض الشروط والمعايير التي يجب مراعاتها

الحمد لله، عندما تقرض الأم طفلها خمسمائة ريال لشراء عباءات لها ولعائلتها، فإن الأمر ليس بالضرورة ربا. ولكن هناك بعض الشروط والمعايير التي يجب مراعاتها.

وفقاً للشريعة الإسلامية، القرض الذي يؤدي إلى نفع شخصي للمقرض يمكن اعتباره نوعا من أنواع الربا المحظور شرعا. يشرح الفقهاء أنه إذا تضمن القرض شرطا يعود بالنفع على المرء، مثل الحصول على منتفعة مادية أو معنوية، فإن هذا يُعتبر ربا.

على سبيل المثال، إذا كانت الأم تقوم بالقرض فقط لاستقبال هدية من الأطفال الذين يقرض لهم المال، فهي بذلك تحول المعاملة من مجرد قرض الى معاوضة تتضمن نفعاً خاصاً، وهو أمر محرم وفقاً للفقه الإسلامي. وفي هذه الحالة يمكن اعتبار القرض "ربًا".

لكن، إذا قامت الأم برعاية أولادها بإعطائهم هدايا أو منحهم امتيازات أخرى بغض النظر عن كونها اقتراضتهم منها أم لا، فإن ذلك لا يعتبر ربا. حيث يكون الهدف هنا هو التربية والحنو وليس التبادل التجاري.

لذلك، لإيجاد جواب واضح حول قضيتك الخاصة، عليك تحديد ما إذا كان هدف الأم الأصلي من إقراضك هو تلقي شيء ما بالمقابل (مثل الشعور بالرضا أو الاستفادة المالية) أم أنها فعلتها بناءً على حب وحماية طبيعية لأطفالها والتي لن تتغير حتى بدون وجود عملية القرض.

أيضا، ينصح العديد من علماء الدين بأن أفضل طريقة للتأكد من سلامة التعاملات المالية في الإسلام هي الابتعاد عن أي شيء قد يحتمل أن يكون ربا، رغم عدم خطئه الواضح بشكل كامل. لذلك، ربما يكون الخيار الأكثر أماناً هو تقديم القروض بلا أي تنازلات أو مكافآت شخصية مرتبطة بها.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات