لماذا لا نكتفي بحساب إلكتروني واحد على منصة محدّدة؟ وبصورة أدق لماذا يتّخذ البشر عدّة حسابات على منصّات مختلفة؛ تبدئ بالفيسبوك ولا تنتهي بالتيك-توك؟
الإجابة على هذا السؤال قد تتسع لعديد من الدراسات الاجتماعيّة والسايكولوجيّة التي تعنى بدراسة البشر وتفاعلهم على/مع التقنية الحديثة.
إحدى هاته المقاربات قدّمها (بيتر جوكين وآخرون) في ورقة بحثيّةٍ عن (التعبير العاطفيّ على منصات التواصل الاجتماعي). عمدت الورقة لإقامة مقارنة بين أهم أربعة منصات أساسيّة: (WhatsApp , Facebook , Instagram, Twitter) -كانت قد اختيرت من بين عشرين منصة تقريبًا-
وذلك من خلال تفحّص مدى ملاءمة كل منصة من هذه المنصات للتعبير عن المشاعر والانفعالات العاطفيّة. وقع الاختيار على ستة مشاعر مركزيّة تمّ تصنيفها لـ قسمين:
أ= (مشاعر سلبيّة: ١-الحزن. ٢-الغضب. ٣-الإحباط. ٤-القلق.)
ب= (مشاعر إيجابيّة: ٥-الفــرح. ٦-الفخر أو الأنفة والكبريــاء.)
على السطح قد تبدو هاته المنصّات متشابهة، لكن التدقيق والفحص يحكي عن اختلافات بنائيّة ومعيارية فيها، إذ كل منصة تمثّل سياقًا اجتماعيًا فريدًا من حيث جمهورها، وروّادها، وطبيعتها.
من الناحية النظرية، يؤدي السياق الاجتماعي الواقعيّ وطبيعته إلى اختلاف المعايير التي تجعل من تعبيرنا عن الحزن على سبيل المثال مقبولا في مكان، ومقبوحا في آخر. وبالطبع فالسياق الاجتماعي الافتراضي، لا يختلف عن سابقه الواقعيّ، خصوصًا مع تعقّد وسائل التواصل الاجتماعي، وتطّورها المتسارع