- صاحب المنشور: نوفل الدين بن شماس
ملخص النقاش:
مع التقدم الهائل الذي تشهده تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) بسرعة غير مسبوقة، يأتي معه نقاش حيوي حول التأثيرات المحتملة لهذه التقنيات على سوق العمل العالمي. هذه المواضيع التي تتضمنها المناقشة هي فرصة لتقييم الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي كعامل رئيسي في خلق فرص عمل جديدة وتأثيراته المحتملة على الوظائف الحالية.
من ناحية، يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي سيكون مصدراً هائلاً لإنشاء وظائف جديدة لم تكن موجودة من قبل. فالتكنولوجيا ستمكن الشركات والأعمال التجارية من الوصول إلى مستويات إنتاج أعلى بكفاءة أكبر، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على مهارات محددة مرتبطة بتطوير وتشغيل الأنظمة الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وهذا يتيح مجالا واسعا أمام رواد الأعمال والمبتكرين الشباب لإطلاق مشاريع مبتكرة تعتمد وبشكل كبير على الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، هناك مخاطر كبيرة أيضاً. العديد من الدراسات تتنبأ بأن بعض العمال قد يفقدوا وظائفهم بسبب القدرة المتزايدة للآلات على أداء مهام معينة كانت ذات يوم تُعتبر حصرياً للإنسان. هذا الأمر يمكن أن يحدث خاصة في الصناعات التي تعتمد بشدة على العمالة اليدوية أو الروتينية. بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه القوى العاملة تحدياً حقيقياً في مواكبة سرعة تغير المهارات اللازمة للحفاظ على الصلة بالسوق، حيث يتطلب تطوير الذكاء الاصطناعي معرفة متخصصة متجددة باستمرار.
ومن هنا تأتي أهمية التحول نحو التعليم والتدريب المستمر للموظفين الذين يشغلون حاليا تلك القطاعات المعرضة للتغيير الأكبر. كما ينبغي النظر في سياسات الحكومة والتشريع لحماية حقوق العاملين وضمان تحقيق العدالة الاجتماعية عند التعامل مع آثار الانتقال الرقمي الناجم عن الذكاء الاصطناعي.
في النهاية، بينما يبدو تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل واضحًا ومباشرًا، إلا أنه ليس بالأمر السلبي تماما ولا الإيجابي المطلق أيضا. إنه حالة من الفرص والتحديات تستحق البحث والدراسة والنظر بعناية.