سيكولوجية الأمكنة وزمكانية الذات: فواصل في مقاربة الذات الظاعنة
صلاح الزين/فرجينيا
يتحدد المكان، كإنبناء فيزيقي، بمكان آخر يمكث على مقربة منه في تحديداتحيزية تتيح للمكانين حيز زمني يذهب بالزمن فيه من إنسياب وقتي إلى تاريخ بصيرورات ماكرة. بمعنى آخر، ينوجد المكان كسلالة حيزية
بتاريخ، هو لازم له، في حرب المكان على بداهات الجغرافيا وجغرافيا الخيال. مكان بتاريخ وتاريخ منغرس في المكان وما بينهما من تصادٍ هو هو ترجيع فحيح الذات في إنشمالهما بالمكان أو إنفكاكها عنه: ترف وجودي حده الأول الذاكرة؛
الذاكرة المسنود طرفها بدهان المكان وعطره، وحده الثاني الذات
بذاكرة تشفف المكان نصاً يرمم ثقوب ذات المكان ويذهب به إلى إلفةٍ بعادات وأمزجة تجعل من المكان ذات أخرى بعين وعقل ونزوع قلق.
مكان بذوات، ذوات بمكان وتاريخ لهما. بكرم بنائي يعد التاريخ روافعه للمكان ومحمولاته بأشكال وهيئات تسد قراءة سيرورة التاريخ في انفصاله عن ذاته وتماهياته
مع حيز هو هو تاريخه اللازم. استطرادا، يبدو المكان وتاريخه والتاريخ ومكانه إنوجاد ميتافيزيقي، هيولي فلسفي يصعب معه سلخ الحيز من تاريخه والتاريخ من حيزه مما يؤسس لإستصحابات نفسية وفكرية تسهل الإقامة في غوايات التماثل وترى في الاختلاف والتخالف استثناءات باهتة تعوزها دربة الإقامة في
السيروري المتدافع، بل تذهب طرائق العقل الرائي
تلك إلى نهاية نسقها المفهومي ذاك. تقوم بتطقيس المكان حد إنسرابه خارج تاريخه. بمعنى آخر: استحالة الفصل بين المكان وطقسه والطقس ومكانه والنظر إليهما في تماثل جوهري لا يعترف بطقس آخر لمكان آخر، بمعنى عولمة المكان وطقسه وذرهما لريح لاهوتي