حديث "البَيت الذي تقرأ فيه سورة الكَهف لا يدخله شيطان تلك الليلَة"، رغم وروده في بعض المصادر الإسلامية مثل كتاب "الدّر المنثور" للإمام السيوطي، يبقى موضوعاً للنقاش من الناحية العلمية. يُرجى ملاحظة أن معظم العلماء والمحدثين الذين بحثوا في هذا الموضوع قدروا بأن هذا الحديث غير ثابت ولا يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل بناءً على القواعد التقليدية لتقييم صحة الأحاديث النبوية.
السبب الرئيسي لذلك هو عدم ثبات الإسناد المرتبط بهذا الحديث. البعض منهم نسبها إلى كتب غير موجودة حالياً، بينما الآخرون وجدوا مشكلات كبيرة في سلسلة الرواة الخاصة بهم. مثلاً، الإسناد الذي ذكره الطبراني يعتمد على راويين معروفين بتبديل المعلومات (عدي بن الفضل وعلي بن زيد)، وبالتالي فإن ثبوت هذه المعلومة يكون مشكوكا فيه للغاية.
من المهم أن نتذكر دائماً أن مجرد ذكر شيء ما في مجموعة متنوعة من المصادر لا يعني بالضرورة صحته. يجب التحقق من صحة كل حديث بواسطة خبراء الأحاديث قبل قبوله كجزء من الشريعة الإسلامية. وفي حالة حديثنا هنا، لم يتمكن أحد حتى الآن من تقديم دليل واضح على صحته وفق المعايير المعتادة لتحليل الأحاديث النبوية.
على الرغم من أهميتها الأدبية والشعبية لدى الكثيرين، إلا أنها ليست جزءاً مؤكد الثبوت من الحديث النبوي الشريف حسب الآليات التقليدية للتقييم التاريخي لهذه الأمور.