في عالم الطب المعاصر، تواجه المستشارات الأمراض الوراثية تحديًا كبيرًا عندما يتعلق الأمر بتشخيص حالات مثل "مرض هنتنغتون"، وهو حالة وراثية نادرة تؤثر بشدة على الجهاز العصبي المركزي. تعتبر هذه القضية مهمة ليس فقط بسبب التعقيدات الطبية التي تتضمنها، ولكن أيضًا للتحديات الأخلاقية والقانونية المرتبطة بها.
وفقاً للأبحاث العلمية الحديثة، يعد مرض هنتنغتون اضطرابًا وراثياً عصبيًا قاتلاً يمكن أن يؤدي إلى تدهور خطير في وظائف المخ والمخاوى البدنية. تبدأ الأعراض في الغالب بإظهار علامات نفسية واجتماعية قبل الوصول إلى مرحلة فقدان التحكم الحركي والفكري التدريجي.
من منظور شرعي، تعتبر مسألة نشر المعلومات حول أمراض كهذه حساسة للغاية. وفق العديد من الفتاوى الإسلامية، فإن إفشاء الأسرار الطبية الخاصة بالأفراد يمكن اعتباره انتهاكا لخصوصيتهم واحترام حقوقهم الإنسانية. ومع ذلك، هناك استثناءات واضحة لهذه القاعدة العامة.
في حالتكِ المحددة، كاستشارية طبية، لديك دور محوري لتحمل المسؤولية تجاه كلتا الشخصيتين -المرأة والحبيب-. أولاً، يجب عليك تقديم المشورة المناسبة للمرأة بشأن تشخيصها واتخاذ القرارات بناءً عليها، بما في ذلك الحق القانوني لديها لإخبار خاطبها بنفسها وبالتالي تجنب "الغش". من الناحية العملية العملية والتعليمية، ينبغي لك أيضاً دعم قراراتها بالتوجيه والنصح اللائق.
بالانتقال إلى الجانب الآخر من المعادلة -الخاطب المحتمل- ، فإن تحديد مدى مشاركتك يتوقف على السياقات المختلفة. إذا كنت تقوم بمراجعة صحية مشتركة مطلوبة بموجب قانون زواج البلد الذي تعمل فيه (أو طلب منه)، فلابد لك من تضمين نتائج الاختبار ذات الصلة بالحالتين ولأي جزء آخر حسب الضرورة. أما لو طرح عليكَ الخاطب أسئلة شخصية متعلقة بصحتها ولم تخبريها بذلك سابقاً ، حينها تصبح ملزمة بالإجابة عنه بطريقة صادقة وآمنة قدر المستطاع بدون مخالفة حرمة السر المهني الخاص بك.
وفي جميع الأحوال الأخرى غير تلك الذكرت سابقا، يكمن الحل الأنسب في ترك حرية اتخاذ القرار أمام المرأة نفسها فيما يتعلق بكشف حالته الصحية الجديدة لنفسها ولكيف ومتى وكيف يعلم بها أفراد عائلتها وخاطبها كذلك . وهذا سيسمح لها باتخاذ أفضل خطوة مناسبة لسلوك طريق الحياة الخاص بها والاستمرار برضا قلبها وعقلانيتها بعيدا عن أي ظروف محتملة للإساءة والتشهير والشعور بالنقص جرّاء هذا الوضع الجديد.
ختامًا وليس آخرًا، بينما تعترف أهمية شفافية الاتصال أثناء عملية اختيار الشريك للحياة كجزء حيوي لبناء علاقة صحية وسعيدة وسامية ، فقد أكدت الفقهاء الاسلاميون منذ قرون طويلة ضرورة احترام خصوصية الأفراد الشخصية وعدم انتشار الأخبار المغلوطة وغير المدروسة جيداً والتي يمكن استخدامها ضد الأشخاص الذين يحتاجون بدلا عنها للاطمئنان النفسي والدعم الاجتماعي اللازم خلال فترة العلاج التي قد تستغرق سنوات عددا من العمر. لذلك يجب دائماً التفكير مليّا قبل أي نقل معلومات سرية خاصة بوسائل عديدة تساعد الجميع على فهم عميق لقوانينه واستقامته وفقا لدوره المجتمعي أمام المجتمع والأهل والمعارف ومحيط العمل ذاته بلا إفراط ولا تفريط مما يساهم حقا باستدامة سلامته النفسية وجاذبيه اجتماعيا نحو حمل الرساله المنشودة لنشر الخير والسعادة المنتظر تحقيقه لكل فرد مسلم داخل بيئتنا المحلية والخارجيه كذلك عبر مختلف المجالات التعليميه والمهنية والاقتصاديه والثقافيه .. نسأل الله عز وجل دوام الصحة والعافية والراحة الرو