1
في 31 أغسطس عام 2006م، أي بعد يوم واحد فقط من رحيل الأديب الكبير نجيب محفوظ، وبينما كانت الأضواء الإعلامية كلها مسلطة على هذا النبأ الهام، غادر عالمنا بهدوء وصمت، في مدينة أصيلة المغربية، الرحالة العُماني وصديق أدباء ومثقفي عصره، حسن باقر عبدالرب، المعروف أكثر باسم (حسن بوس). https://t.co/v8vt9uh31Y
2
أذكر أن الخبر طار من المغرب إلى عُمان بسرعة، وخيم الحزن على الأدباء العُمانيين، كما خيم قبله على أدباء المغرب، بينما كنتُ أسمع حينئذ عن حسن بوس للمرة الأولى في حياتي وأقول في نفسي: "لهذا الرجل قصة كبيرة، أتمنى أن أعرفها ذات يوم".
3
لم يمض أسبوعان على رحيله حتى نشر الشاعر العراقي سعدي يوسف في "القدس العربي" مقالًا رثائيًّا له بعنوان "ابن عُمان وأميرها" يعبّر فيه عن حبه الشديد لحسن بوس. وبعد أسابيع تبعه مقال رثائي آخر في الجريدة نفسها للناقد المغربي يحيى بن الوليد بعنوان: "حسن بوس وشرف المنفى لا ذُل المكان"
4
ثم توالت الكتابات عنه، وأحيا اتحاد كتّاب المغرب في أصيلة ذكراه في أحد فنادقها.
5
ويبدو أن هذا الوفاء هو الذي استوقف صديقه المقرّب الشاعر المغربي إدريس علوش فقرر أن يجمع ما كُتِب عن صديقه ويطلب من أصدقاء آخرين كتابة شهادات عنه جمعها في كتاب بعنوان "حسن باقر عبدالرب؛ الرحالة الذي نثر كتبه عبر سُبُل الحياة" وصدر عن مؤسسة عيبال للدراسات والنشر في قبرص عام 2010.