حكاية الفيروس المتحور، وهل هو مشكلة؟
١- يوجد داخل خلايا الجسم البشري طابعة ثلاثية الأبعاد، والتي تسمعون عنها كثيراً هذه الأيام، وهي جهاز تضع فيه برنامجا مكتوبا بلغة الآلة، التي يفهمها الحاسوب، فيحولها لمجسم ثلاثي الأبعاد، كمجسم منزل، أو قطعة غيار سيارة، أو
٢- يداً صناعية تعويضية عن يدٍ مفقودة.
هذه الطابعة في الخلية اسمها "رايبوسوم"، ومهمتها طباعة آلاف البروتينات والإنزيمات التي تحتاجها الخلايا في وظائفها اليومية. يستخدم الفيروس هذه الطابعة للنسخ، ولايملك واحدة خاصة به كالبكتيريا، مثلاً.
٣- المادة الوراثية التي يحملها فيروس كورونا "الجينوم" ضخمة، على غير المعتاد في فيروسات الـ د.ن.أ، والموظف المسؤول عن نسخ الفيروس باستخدام تلك الطابعة ثلاثية الأبعاد، واسمه "ر.ن.أ بوليميريز"، موظف قديم، وكثير الأخطاء، عكس قريبه الآخر د.ن.أ بوليميريز، قليل الأخطاء، ولهذا تحدث
٤- أخطاءٌ في النَّسخ. أخطاءُ الـ "ر.ن.أ بوليميريز" تؤدي، في الغالب، إلى تلف الفيروس، لكن بسبب عدد النسخ المهول، يحدث أن يقوم بتبديل بعض القطع في بروتين الأشواك، الذي يستخدمه الفيروس في الدخول للخلية، فيصبح هذا المفتاح "ماستركي"، يفتح الباب سريعاً، ويلج الفيروس للخلية، ويعاود نسخ
٥- آلاف النسخ، وإنهاك الخلية، والخروج للهجوم على غيرها.
أغلب التحورات ضارة للفيروس، وتتركه معاقاً، وربما تَلِفَ تماماً، والنادر منها يحوله لأكثر فاعلية.
إذا تُرك الفيروس ينتشر، وينتقل من شخصٍ لآخر، ويدور، وينسخ ترليونات النسخ، تراكمت تلك الأخطاء النافعة للفيروس، وأصبح أسرع
