- صاحب المنشور: التازي الشريف
ملخص النقاش:
مع التطور المستمر لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI)، أصبح لهذه التقنية تأثيرًا كبيرًا ومتزايدًا على مختلف القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك سوق العمل. هذا التحول الرقمي يتطلب فهمًا عميقًا لتأثيراته المحتملة، سواء كانت تهديدات أو فرص عمل محتملة. سنستعرض هنا كيفية تأثر الوظائف الحالية بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الأنماط الجديدة للوظائف التي قد تظهر نتيجة لذلك.
استبدال الوظائف التقليدية بالذكاء الاصطناعي:
إحدى العواقب الأكثر وضوحًا لدمج الذكاء الاصطناعي في مكان العمل هي القدرة على تحويل العديد من المهام الروتينية والمتكررة إلى عمليات آلية. يمكن لأدوات مثل الروبوتات البرمجية "روبوتات الأعمال" Automation Bots وأنظمة التعلم الآلي Machine Learning أن تقوم بأعمال تتطلب مهارات متوسطة في الفهم والإجراءات البسيطة. وهذا يشمل وظائف في مجال الخدمات المصرفية والمالية والصناعة التصنيعية والرعاية الصحية وغيرها. بعض الأمثلة تشمل موظفي خدمة العملاء الذين يقومون بالإجابة الأسئلة الشائعة، ومحللي البيانات ذوي المهارات المتدنية، وحتى بعض المحاسبين وتجار التجزئة.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أنه رغم قدرتها على أداء أعمال معينة بكفاءة وكفاءة أكبر، إلا أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ليست بديلاً كاملاً للموارد البشرية. هناك جوانب بشرية مهمة مثل الابتكار الإبداعي والتواصل والتفاعل الاجتماعي والتي تبقى خارج نطاق القدرات الحالية لهذه التقنيات.
خلق فرص عمل جديدة:
على الرغم من المخاوف حول فقدان الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي، فإنه يأتي أيضًا بفرص غير مسبوقة لخلق مجالات وظيفية جديدة تحتاج لمجموعات مختلفة من المهارات. هذه الفرص غالبًا ستكون مرتبطة بمجالات البحث والتطوير الخاصة بالذكاء الاصطناعي نفسه. يمكن ذكر أمثلة مثل مهندسي الذكاء الاصطناعي، محللي بيانات الكبيرة Big Data، مصممي واجهة المستخدمين User Interface Designers وأخصائيي الأخلاق AI Ethics Consultants - وهو دور حيوي للتأكد من استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي وعادل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الطلب المتزايد على تدريب الأفراد والشركات على كيفية الاستفادة بطرق فعالة من الذكاء الاصطناعي سيولد فرصاً كبيرة لمدربي تكنولوجيا المعلومات IT Instructors وخبراء التسويق العقاري AI Marketing Experts.
تنمية المهارات اللازمة للتكيف:
لتجاوز مخاطر انقراض الوظائف القديمة، عليه المرء تطوير مجموعة متوازنة من المهارات التي تسمى "مهارات القرن الواحد والعشرين". هذه تشمل القدرة على حل المشكلات المعقدة Critical Thinking Critical Thinking ،التعاون Collaboration ،الإبداع Creativity ،والتعلم مدى الحياة Lifelong Learning . إن تعلم تقنيات الذكاء الاصطناعي نفسها يعد أيضا إحدى تلك الخيارات القيمة للغاية حيث سيساهم ذلك في تعزيز قدرات الشخص الوظيفية.
وفي النهاية، يُعد التأثير الصافي للذكاء الاصطناعي على سوق العمل محيطًا ومتغيرًا باستمرار. بينما سيكون له بالتأكيد تأثير سلبي مؤقت على البعض، إلا إنه سوف يخلق كذلك احتمالية هائلة لقوى عاملة أكثر حيوية وقدرة واحترافيّة طالما تم الاعتناء بالأبعاد الإنسانية والأخلاقية خلال عملية الانتقال الرقمي والجديّة في تقديم الدعم التدريبي المناسب للأفراد والشركات.