في غزوة بدر الشهيرة، أظهر الله عز وجل فضله وعنايته بالمسلمين بتقديم ألف من الملائكة لدعمهم ضد المشركين. رغم قوة فردية مثل سيدنا جبريل، الذي يمكن له زحزحة مدن بمجرد التحليق بها، اختار الله طريقة أخرى.

وفقاً لابن كثير رحمه الله، فإن نزول الملائكة ليس بهدف التغلب الحرفي باستخدام القوة، ولكنه بشرى للأمة الإسلامية بأن الله معنا دائماً وأن قلوب المؤمنين ستجد الطمأنينة والسكون. يقول تعالى: "وما جعل الله ذلك إلّا بشراً لكم وليطمئن قلوبكم به" [آل عمران: 126].

يوضح بعض العلماء كابن عطية والشيخ تقي الدين السبكي والراغب الأصفهاني وغيرهم، أن الغرض من هذه المعونة الكونية هو تعزيز إيمان المسلمين وتعظيم مكانة الإسلام. فهي مساندة رمزية تشجع المسلم على الثقة بالنصر الإلهي وتقوية الروح المعنوية للجيش. كما أنها تؤكد على دور الشريعة الإسلامية وتقديس سبل الحياة الطبيعية حتى في مواجهة الظروف الاستثنائية.

خلاصة القول، بينما تستطيع الملائكة القيام بدور محوري بمفردها، فقد تم تدخلها هنا بشكل متوازٍ مع جهود الجنود المسلمين لتحقيق هدف أكبر وهو ترسيخ العقيدة الإسلامية والاعتقاد بإرادة الله وحده في تحقيق الانتصار.