- صاحب المنشور: ثريا الشاوي
ملخص النقاش:يُعد دور الإعلام في تشكيل الرأي العام موضوعًا ذو أهمية متزايدة في عصرنا الحالي. مع التطور التكنولوجي المتسارع وتعدد الوسائط، أصبح للإعلام تأثير كبير على كيفية تفاعل الأفراد والمجتمعات مع القضايا المختلفة. هذه الدراسة تستكشف كيف يمكن للاعلام أن يشكل الاتجاهات والآراء داخل الثقافات والتجمعات الاجتماعية.
فهم آليات تشكيل الرأي العام عبر الإذاع والاعلام المرئي:
يمكن تقسيم العملية التي يتم من خلالها تشكيل الرأي العام إلى عدة مراحل رئيسية:
- التوعية: هذا هو الخطوة الأولى حيث يتلقى الجمهور المعلومات الأولية حول قضية معينة عبر وسائل الاعلام. يعتمد مدى فعالية هذه المرحلة بشكل كبير على جودة المحتوى الذي تقدمه وسائل الإعلام ومصداقيتها لدى الجمهور المستهدف.
- الترسيخ: بعد تلقي المعلومات الأساسية، تبدأ عملية ترسيخ تلك الأفكار والمعتقدات الجديدة بين أفراد المجتمع. هنا يلعب الاعلام دوراً حيوياً في إعادة بث الرسائل وتأكيدها بطرق مختلفة مما يعزز عميقيتها ويجعلها أكثر قبولاً لدى العامة.
- الاتجاه: بناءً على كمية التعرض لمحتوى واحد خاص بقضية ما، قد ينزع جمهور واسع لاتخاذ موقف أو رأي محدد بشأن تلك القضية. هذا يحدث بسبب التركيز الزائد على وجه نظر واحدة أو جانب معين للقصة.
- القرار واتخاذ الإجراء: أخيرا، عندما يصل الأمر لمرحلة القرار والإجراء الفعلي، فإن الرأي العام المشكل سابقاً يؤثر بشدة على اختيار الناس لأفعالهم وردود افعالهم تجاه القضية المطروحة.
العوامل المؤثرة:
هنالك عوامل متعددة تؤثر بقوة على طريقة عمل الإعلام وتشكيله للرأي العام:
* نوع المحتوى: سواء كان الخبر الصادماً أم اللقاء الصحفي الحواري، كل نوع له تأثير مختلف وقد يدفع باتجاه تأييد فكرة محددة ضد أخرى.
* التغطية الصحفية: الطريقة التي تغطي بها الأخبار - سواء كانت عاطفية أم واقعية بحتة - تتلاعب بأحاسيس الجماهير وبالتالي بتوجهها نحو مواقف بعينها.
* مصدر المعلومات: إن مصدر الكلمة نفسها مهم للغاية؛ إذا جاء من موقع يُعتبر محل ثقة واحترام فالناس ستكون أكثر ميلاً لتبني الآرائ المنشورة فيه بينما لو صدر ذات المصدر نفسه لكن من قناة غامضة وغير معروفة فلن تجد نفس الاستقبال.
* استخدام الصور المصاحبة للتقرير: الصورة لها قوة كبيرة وقادرة وحدها أحياناً بتغيير مسار الشعور العام ناحية حدث معين حسب تعبير صورتها وما يحمله زاويتها السياسية الداخلية منها والتي ربما تكون مخفية تحت سطح المحايدة الظاهرية!
الأثر الاجتماعي والثقافي:
على مستوى أعظم بكثير من مجرد "تشكيل" الآراء، يساهم الإعلام أيضاً في تشكيل ثقافتنا وواقع حياتنا اليومية. فهو ليس مجرد مُحدث للأحداث وإنما مصمم للمفاهيم أيضا! فمن خلال عرضه الدائم لفكرة ما (أو حتى عدم وجود خطوط حمراء مفروضة)، يخلق بيئة اجتماعية جديدة تحكم سلوكيات البشر وعلاقاتهم فيما بينهما. وهذا بالطبع قابل للتحول والعكس صحيح تمامًا إذ بإمكان الإنسان تعديل نظره لمنظومة قيمه وكذلك التغير بجدارة