عندما تحرك جيش أبرهة نحو مكة المكرمة، واستعد لاحتلالها، حدث أمر غير متوقع في "وادي محسر". هذا الوادي تحديداً يُذكر بأنه الواقع بين مزدلفة ومنى، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم والحديث النبوي. وفقًا للتاريخ الإسلامي، عندما اقترب الجيش من مكة، رفض الفيل الكبير الذي جاء به أبرهة التقدم للأمام عند دخول هذا الوادي. تُشير بعض الروايات التاريخية إلى أن الدافع خلف تعثر الفيل ربما يكون بسبب تدخل إلهي.
بعد عدة محاولات فاشلة لتوجيه الفيل بعيداً عن مكة باتجاه الشمال والجنوب والشام، قرر الجيش الرجوع. ولكن أثناء خروجهم، ضربتهم قوة سماوية لم يكن لهم عليها سلطان. فقد هبطت عليهم سرب كبير من الطيور المسماة بالأبابيل، والتي حملت كل واحدة منها ثلاث حجارة صغيرة بحجم الحمص أو العدس تقريباً. هؤلاء الطيور ليس فقط أسقطتها من الجو بل استخدموها أيضًا كالرماح ضد الجنود والعساكر مما أدى إلى مصرع العديد منهم. نجا البعض الآخر فاختاروا الفرار تاركين طريقتهم الأصلية للمغادرة. وبذلك حققت الوحدة الإسلامية أول انتصار لها تحت قيادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وفي مكان أصبح يعرف الآن بوادي محسر حيث هزم جيش الحبشة وتعرض لهلاك رهيب.