لقد مرّت رحلة الإنترنت عبر العديد من العقود، بدءاً بفكرة بسيطة حول تواصل الحواسيب ذوي المستوى الأعلى عام 1969 مع مشروع ARPANET الذي صنعه الجيش الأمريكي ومكتب الأبحاث المتقدمة للبنتاجون (ARPA). هذه الخطوة كانت بمثابة اللبنة الأولى التي مهدت الطريق لتكنولوجيا الشبكات العالمية.
مع مرور الوقت، تحول الإنترنت من مجرد اتصال بين المعاهد البحثية والحكومات إلى شبكة عالمية متاحة للجميع. كان الانطلاق الكبير نحو العصر الحديث يأتي مع ظهور بروتوكولات الإنترنت الحديثة مثل TCP/IP خلال الثمانينيات والتسعينيات، مما سمح بتبادل البيانات بكفاءة عالية بين جميع أنواع الأجهزة المختلفة.
في التسعينيات أيضًا، شهد العالم ولادة الويب العالمي، والذي قدم للمستخدمين طريقة سهلة للتفاعل مع المحتوى المنشور عبر الإنترنت. ومن هنا بدأ انتشار الخدمات الرقمية الغنية بالتطبيقات والمحتويات التفاعلية.
اليوم، أصبح الإنترنت جزءا أساسياً من حياتنا اليومية، بفضل تطورات مثل التجارة الإلكترونية، التواصل الاجتماعي، التعليم عن بعد وغيرها الكثير. ولكن ربما يكون الإنجاز الأكثر إثارة هو ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، والتي غيرت الطريقة التي نتفاعل بها مع التقنية وأعادت تعريف حدود ما يمكن أن يفعله الكمبيوتر.
هذه الرحلة ليست فقط قصة تكنولوجية؛ إنها أيضاً قصة ثقافية واجتماعية واقتصادية كبيرة تشكل كيفية عمل العالم وكيف نعيش فيه الآن.