• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الرقمي الحالي، أصبح لدينا قدر غير مسبوق من الوصول إلى المعلومات والتواصل الفوري. ومع ذلك، فإن هذه الراحة التي توفرها التكنولوجيا قد تأتي بنتائج عكسية عندما يتعلق الأمر بصحتنا النفسية. إن فهم كيفية تحقيق توازن صحي مع استخدام التكنولوجيا أمر ضروري للحفاظ على الرفاهية العامة.

التأثير الإيجابي للتكنولوجيا على الصحة النفسية

تُعد وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات عبر الإنترنت أدوات قيمة للمساعدة الذاتية وتوفير الدعم. يمكن للأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطرابات الأكل أن يجدوا ملاذاً في مجتمعات متخصصة ومجموعات دعم حيث يشعرون بالقبول والدعم. كما سهلت التطبيقات والأدوات الذكية العلاج المعرفي والسلوكيات الصحية الأخرى، مما جعل الحصول عليها أكثر سهولة وبأسعار أفدح بكثير مقارنة بالعلاج التقليدي وجهًا لوجه.

آثار سلبيّة لاستخدام التكنولوجيا الزائد

إلا أنه هناك جانب مظلم لهذه الثورة التكنولوجية أيضًا. الاستخدام المفرط للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر يمكن أن يؤدّي إلى الشعور بالإرهاق العقلي والجسماني بسبب الضغط المستمر لإدارة الرسائل والمواعيد النهائية والإشعارات المتكررة. بالإضافة لذلك، فقد أثبتت الدراسات الحديثة وجود علاقة ارتباط بين زيادة الوقت الذي يقضيه الأفراد أمام الشاشات وانخفاض جودة العلاقات الاجتماعية خارج العالم الرقمي. هذا الانعزال الاجتماعي يمكن أن يساهم في التعزيز السريع لمشاكل الصحة النفسية كالقلق والاكتئاب.

نصائح لتحقيق التوازن الصحي

للحفاظ على صحة نفسية جيدة وسط بحر من الاتصالات الرقمية، إليك بعض النصائح العملية:

1. وضع حدود زمنية: حدد وقتًا محددًا للاستخدام اليومي للأجهزة الإلكترونية وقم بتنفيذ "وقت الشاشة بدون شاشة" خلال ساعات محددة كل يوم.

1. التركيز على الحياة الحقيقية: خصص وقتاً للأنشطة التي تستثمر الطاقة الجسدية والعاطفية بعيدا عن شاشات الهواتف المحمولة أو الكمبيوتر الشخصي، سواء كانت رياضة أو هوايات يدوية أو حتى المشي تحت أشعة الشمس الطبيعية لبضع دقائق.

1. استخدم تطبيقات إدارة الوقت وتنظيمه: تساعد هذه الأدوات المستخدمين على تحديد الأولويات وإنشاء جدول أعمال منتظم يساعدهم على البقاء ملتزمين بجداول العمل الشخصية الخاصة بهم ويمنع التشويش الناجم عن الإنذارات والرسائل المختلفة ذات التركيز المنخفض والتي غالبًا ما تكون هدف دائم لحالة الانتباه القصوى لدى الكثير ممن لديهم هواتف تعمل بنظام تشغيل IOSاو Android .

1. بناء شبكات علاقات حقيقية: حاول بناء روابط اجتماعية فعلية مع المقربين لك واستغل الفرص المناسبة لقضاء الوقت الخاص بهذه الروابط عوضا عن الوصلات البينية الرقمية فقط.

إن المجتمع الحديث مليء بالتناقضات حينما نتحدث حول موضوع تكنولوجيا وصحة نفسية الإنسان؛ إذ تُعتبر الأولى السبيل الوحيد لتسهيل حياة البشر بينما تشكل الثانية تحديا رئيسيا لهم أيضا! لكن بإمكان المرء اتخاذ خطوات بسيطة جدًا نحو تغيير نمطه المعيشي الحالي وتحسين طريقة تعامله مع تقنية عصر المعلومات الحالي حتى يحقق بذلك نوع من السلام الداخلي ويكوّن فضاء ذهنياً خاليا من التوتر النفسي المرتبط باستعمال تلك التقنيات بطريقة عشوائية وغير منظمة .