فيما يتعلق بحكم سجود التلاوة عند قراءة القرآن، هناك اختلاف بين العلماء في تحديد وجوبه أم كونه سنة. الجمهور من أهل العلم، مثل المالكية والشافعية والحنابلة، يقولون إنه سنة وليست فريضة. وهذا الاستنتاج مبني على الأدلة التالية:
1. حديث زيد بن ثابت الذي قرأ معه النبي صلى الله عليه وسلم "النجم"، ولم يسجد خلالها.
2. ما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قرأ سورَة النحل أمام الناس يوم الجمعة ولم يسجد رغم وجود السجدة therein.
أما بالنسبة للحالة التي تجد نفسك فيها، أي القراءة في السيارة وتصادفك سجدة، فإن الأمر مختلف قليلاً. الفقهاء اتفقوا على أن الشخص غير مُلزَم بالقيام بسجود جسدي كامل تحت هذه الظروف. بدلاً من ذلك، يمكن للمرء أن يقوم بإيماءة للسجود، كما شجع علماء الدين مثل النووي وابن قدامة وغيرهم على القيام بذلك. وذلك يُعتبر مشابهاً لصلاة النافلة التي تُؤدى أثناء الرحلات الطويلة.
على سبيل المثال، وفقاً لأبي داود، فقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه سجد خلال قراءته لسورة في غزوة الفتح بينما كان البعض الآخر حولَه على ظهور خيولهم، مما يشير إلى المرونة في كيفية تنفيذ السجود حسب القدرة والمكان المناسب.
ختاماً، إذا كنت تقرأ القرآن في مكان يصعب فيه السجود بشكل طبيعي، كالسيارة مثلاً، يمكنك بكل أمان إجراء حركة إيمائية للتعبير عن الاحترام والتقدير للأيات المقدسة بدون الشعور بأي إثم.