"الانتباه" قدرة ذهنية مهمشة على الصعيد العملي، فهناك فوضى في إدارة هذه القدرة عند البعض، نلاحظ هذا مثلاً في التذبذب السريع بين الأنشطة، أو تداخلها عشوائياً، دون إشباع كلٍّ منها بالانتباه الذي تستحق.
هنا سأتحدث بإيجاز عن بعض محفزات هذه الفوضى وطرق التغلب عليها "عملياً".
#ثريد
1️⃣ تعدد وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة:
وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة بذاتها لا بأس بها، لكن استخدام الكثير منها بالتزامن قد يتسبب باستنفارك الدائم لمتابعة مستجداتها، مما يترك مساحة محدودة في دائرة انتباهك لاستهلاكها في شؤونك الهامة.
قدرة الانتباه تساهم بشكل جوهري في قدرات أخرى مثل الذاكرة، ولأن الانتباه قدرة محدودة دماغياً فلا عجب أن تؤثر سلباً على الذاكرة والتعلم حين لا يتم تخصيصها بشكل كافي للنشاط.
وسائل التواصل لا تكتفي بأثرها على انتباهك حين استخدامها، بل قد يستمر جزء منها عالق يشغل حيزاً من انتباهك.
أيضاً، وسائل التواصل تعزز فكرة التصنيف الذهني، فمتابعتك شخصية تقوم أنت بتصنيفها وليست متابعة عشوائية توازن المحتوى الذي يمر عليك يومياً، هذا يساهم في توجيه انتباهك وتحيزه، ومن الممكن -في ظروف متابعة/مشاركة غير صحية- أن يساهم في صناعة حلقة من التوتر النفسي تحبسك باستمرار.
مثل هذا الاستنفار الذي تصنعه المتابعة المحمومة لوسائل تواصل مختلفة بنفس الوتيرة يستهلك في العادة وقتاً غير معقول خلال اليوم، ويتداخل -حتماً- مع حيز التركيز المطلوب في أمور الحياة الهامة، ولذلك قد يفقد البعض انتباهه للأمور الجادة، ويضعف أداء ذاكرته، ويقل صبره على الأمور الجادة.