(درء تعارض العقل والنقل) واحد من أشهر وأبرز كتب ابن تيمية، ويعده أتباعه المنتهى في نقض الفلسفة.

وهو يعالج مشكلة الشرع والعقل، وفي الأخير يقرر بأنه لا تعارض بين الشرع الصحيح على الطريقة الحشوية وبين العقل الصريح حسبما يراه.

والحقيقة أنّه يوجد إشكالية كبيرة في هذه النظرية. https://t.co/DyYCNspY6Q

ابن تيمية يفترض بأنّ العقل الصريح شيء واحد وثابت ولا يتأثر ببيئة وسياقات وظروف.

وهذا غير صحيح .. العقل ليس شيئاً واحداً.

عقل الصيني ليس هو عقل الأمريكي.

أولاً يجب تحديد خصائص وصفات العقل الصريح ثم نثبت التعارض أو ننفيه.

وعندما نفعل ذلك فنحن نعترف ضمناً باحتمالية التعارض.

مهما كنت تعتقد قداسة النص الذي تقرؤه فأنت لا تستطيع أن تفهمه إلا بناءً على معارف مسبقة في ذهنك، تسمى عند الفلاسفة (قبليّات)، وهذه المعارف تصوغ معاييرك وتحدد شكل عقلك، وهذا طبعاً يؤثّر في فهمك.

بينما ابن تيمية يعتقد بأنّ العقل الصريح هو الذي يتبنّاه فقط، ومن يفهم النص مثل فهمه.

سيّد الحكماء ابن سينا لا يفهم النص مثلما يفهمه ابن تيمية، وهذا حسب ابن تيمية يعني أنّه لا يملك عقلاً صريحاً.

فهل هذا معقول؟

ماذا نسمي تلك المآثر الجليلة والنتاج الغزير الذي قدّمه للبشرية في حقول مختلفة !!

أليس ذلك هو مقتضى العقل الصريح؟

إذا سلبنا العقل من ابن سينا فلا يوجد عاقل.

ليس ابن سينا فقط.. الغالبية الساحقة ممن جعلهم الحشوية رؤوساً في البدعة بدءً من الجهم بن صفوان، عندما يترجمونهم في كتبهم يصفونهم بأنّهم أذكياء.

ولكن يضيفون عليها عبارة مشهورة ويقولون: أوتي ذكاءً ولم يؤتَ زكاءً.

والزكاء يعني طهارة القلب ونقاء السريرة.

طيب، بأي حق تسلبه الزكاء؟