هل للملائكة دورٌ في ابتهاجهم بتوبة المؤمن؟ هل قولهم اللهمّ فرحنا به صحيح؟

في الإسلام، عالم الملائكة والأحداث الخفية محاط بالمقدّس ولا يمكن التأكد منها إلا بناءً على النصوص الدينية الرسمية. ولذلك، يجب عدم قبول أي معلومات حول

في الإسلام، عالم الملائكة والأحداث الخفية محاط بالمقدّس ولا يمكن التأكد منها إلا بناءً على النصوص الدينية الرسمية. ولذلك، يجب عدم قبول أي معلومات حول هذه المواضيع بدون دليل شرعي واضح.

الدعاء المشار إليه حيث يقول البعض إن الملائكة تصرخ قائلةً عند توبة المؤمن: "اللهمّ فرحنا به"، لم يتم تأييده من قبل علماء الدين عبر التاريخ. وهذا الحديث ليس موجوداً في كتب الفقه الإسلامية الشهيرة أو حتى من خلال الروايات التقليدية. أول ظهور لهذا الكلام جاء من أحد الشخصيات العامة الحديثة ضمن إحدى المحاضرات الخاصة بالدار الآخرة، ولكن دون تقديم مصدر موثوق به.

ومع ذلك، فإن الفرح بالتوبة أمر ثابت ومعروف داخل التعاليم الإسلامية. وفقًا للأحاديث النبوية الشريفة، يشعر الله عز وجل بالسعادة والأنس عندما يتوب عبد منه ويتوب إلي الله. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن اللهَ عز وجلَّ أشدَّ فرحاً بتوبة عبدٍ من رجلٍ نزل بطنه بظهر وادي و معه راحلته عليها طعامه وشرابه فنأمت الراحلة فأضاعت نفسها والطعام والشراب فعجز عن نفسه فقال: يا ليتني لم أكن أخذت معي شيئاً، فانطلق يبغيها ثم وجدها عند شجرة متكئة على الشجرة فاخذ بربطها ثم قال: أشهد الله لقد تاب علي".

بالإضافة لذلك، تشير بعض الأحاديث أيضًا إلى مشاركة الملائكة لهذه الفرحة. فهم يساندون المسلم في رحلته نحو الطاعة والتوبة بإخلاصهم ودعواتهم المستمرة لهم بالحفظ والإرشاد. كما ورد في القرآن الكريم في سورة غافر (40): " الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون لمن آمن". وبالتالي، رغم أن التصريح بأن الملائكة تقول تحديداً "اللهمّ فرحنا به" غير مؤكد، إلا أنها تستجيب لدعوة التوبة وتشارك البشر البشرية الإنسانية بشكل عام من خلال الاستغفار والدعاء للمؤمن المتنسك.

وفي النهاية، ينبغي دائماً الاعتماد فقط على الأدلة الشرعية القائمة والمقبولة تاريخياً لفهم مثل هذه الأمور غير المرئية والتي تتعلق بالعالم الآخر.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog posting

Komentar